مرض خطير اسمه الأنوركسيا
ما
لا تعرفه الكثيرات وما لا تتنبه إليه العديد من الأسر
والعائلات أن هناك خيطا رفيعا للغاية يفصل بين الريجيم
والوسواس القهري
الذي يفضي بـ 12% من الحالات
إلي الموت وهن لا يشعرن ولو للحظة واحدة بالجرم الذي
يقترفنه في حق أنفسهن. لم يعد هناك خيار أمام كل
فتاة وكل أم أن تتعرف علي كل ما يتعلق بالأنوركسيا
التي ظلت عقودا مجهولة ولا يزال سببها فيه الغموض.
كل أصابع الاتهام أصبحت الآن تشير إلي الثقافة الغربية
التي جعلت الأنثي أسيرة مفاهيم خاطئة تقيد عناصر النجاح
والقبول في فكرة المظهر, وتمجد في بيوت أزياء وإبداعات
مصممين يرون أن الأناقة لا تتحقق سوي علي هياكل عظمية
متحركة علي ممشي عروض الأزياء وهم الذين ابتدعوا المقاس
صفر.. وخلقوا أجيالا من عارضات الأزياء اللاتي يستبدلن
الغذاء بتدخين السجائر وينافي قوامهن قواعد الطبيعة وسنن
الكون التي لابد وأن تضيف إلي الفتاة شيئا من الوزن
وتغير من هيكل جسدها سواء في مراحل النمو أو مع
الزواج والحمل والرضاعة. ومع الانفتاح علي ثقافة الغرب
بدت أمراضنا الاجتماعية تتداخل وتتشابه مع أمراضهم, وبدأت
حالات الأنوركسيا وهي فقدان الوزن المستمر حتي الهلاك
تظهر في مجتمعاتنا وإن ظلت طي الكتمان وداخل إطار
التابوهات التي لا يتحدث عنها أحد ولا يتم حصرها حتي
الآن.
ماتت كارين .. فتنبه العالم
في الستينيات والسبعينيات لم يكن أحد ليسمع عن مرض
البوليميا أو الأنوركسيا نرفوزا .. سوي قلة من المختصين
أو الدوائر المهتمة بالظاهرة, حتي
جاءت القصة الأليمة لواحدة من أشهر المغنيات في تاريخ
الولايات المتحدة الأمريكية وتحولت الأنوركسيا بوفاتها لاسم
يعرفه كل بيت.
كانت
تعاني سرا من صراع نفسي عميق أفضي بها إلي الإصابة
بالأنوركسيا التي لم تشف منها أبدا وتوفيت وهي لا تزال
في الثانية والثلاثين من عمرها لتصبح أول اسم شهير في
قاع قائمة ضحايا هذا المرض العجيب الذي لا يزال
الغموض يحيط بأسبابه.
مرض غامض وعلاج معقد
حول هذا المرض الغامض تحدثنا د. رشا الخولي ـ مدرسة مساعد طب الأسرة بجامعة القاهرة:
" الأنوركسيا نرفوزا هي واحدة من أعقد المشاكل النفسية
المرتبطة بالتغذية والدليل أن النسبة العالمية المنصوص
عليها والتي يفضي بها الحال إلي الوفاة تصل إلي 12% هي
نسبة مرتفعة للغاية, فالمريض ــ والذي في الغالب يكون
أنثي ــ يصل وزنه إلي أقل من 85% من الوزن الطبيعي
لسنه وتتدهور لديه الحالة الجسمانية بشكل كبير فتنقطع
الدورة الشهرية لدي الفتاة في 95%من الحالات ويسوء مظهره
وصحته يوما بعد يوم ومع ذلك يظل اسير فكرة مشوهة عن
صورته وشكله, وكثيرا مايصف نفسه بأوصاف بالغة الدمامة
وكأنه يري نفسه في حالة سمنة وقبح مستمرين."
هذا المرض منتشر أكثر في المجتمعات الغربيةحيث تصل نسبته
إلي 0.3% أغلبهم في الفترة العمرية ما بين خمسة عشر
وتسعة عشر عاما, وبعد سن الواحدة والعشرين تقل نسبة
الإصابة بشكل كبير.
وتشير د. رشا الخولي إلي أنه
بالرغم من عدم توافر بيانات وافية ودقيقة عن الحالات
المماثلة في مجتمعاتنا والتي تنظر إلي المسألة بوصفها
أحد التابوهات المسكوت عنها, فإن العدد بل شك في طريقه
إلي الازدياد في ظل الانفتاح علي الثقافات الغربية
المتأثرة بشكل كبير بفكرة المظهر والقوام واعتبارهما من
العناصر الفارقة في نجاح الأنثي وشعورها بالتقبل حولها,
تزداد نسبة واحتمالات الاصابة بمثل هذا المرض الغامض في
الفئات الاجتماعية العليا والثرية ومع وجود مشاكل في
النشأة خصوصا بتفكيك الأسرة وفرض تلك الأخيرة قيودا
مبالغا فيها علي الفتاة فيصبح التحكم في الوزن بشكل
قهري هو الملاذ الوحيد لشعور البنت بأنها قادرة علي
الإمساك بزمام أمور حياتها.
والمشكلة الأساسية هي
أنه نادرا ما تأتي المعاناة من مرض الانوركسيا وحده,
ففي 25% من الحالات تكون مصحوبة بالوسواس القهري, وفي75%
من الحالات تقترن أيضا بالاكتئاب الحاد والذي يفضي إلي
الإقدام علي الانتحار في بعض الحالات.
الوقاية خير من العلاج
السؤال الذي يفرض نفسه هو كيف تنقلب مجرد الرغبة في
المحافظة علي الرشاقة وفقدان بعد الوزن إلي مشكلة بهذه
الضراوة بحيث تظل الفتاة تري نفسها رغم النحافة المفرطة
بالغة السمنة وتظل حريصة علي التخلص من أي غذاء يدخل
جسمها سواء بالقيء أو بالعقاقير المدرة والملينة.
وتؤكد د. رشا الخولي أنه في حين يمكن حصر بعض الخصائص
التي تجمع بين المرضي إلا أن السبب الحقيقي وكيمياء
التحول هذه لايزالان غامضين, ويظل العلاج صعبا للغاية
خصوصا مع تكرار الانتكاسة مرة بعد أخري ومع لجوء
المريضة إلي حيل عديدة لإيهام المحيطين بها أن وزنها
في طريقه إلي الازياد, ومن ذلك ارتداء ملابس فضفاضة
وملء جيوب الملابس بالرمال بما يثقل الوزن علي الميزان
إلي غيرها من الخدع, لذلك ينصح بأن يتم التنبيه إلي
المشكلة في بدايتها حتي تتم السيطرة عليها قبل أن تصل
الفتاة إلي مرحلة نكران وجود مشكلة ورفض الخضوع إلي
العلاج أو حتي الاعتراف بأن وزنها في تضاؤل مستمر, إذا
ماشك الأهل في بداية المشكلة, يجب علي الفور اللجوء
إلي متخصص لكي يضع يده علي بداية الخروج من الازمة,
وطبيب الاسرة في هذه الحالة يبدأ في إجراء حوار مع
الفتاة ويستطيع ان يعرف ما إذا كان الأمر منبئا بحدوث
مرض أم لا, فمريضة الأنوركيسا تسيطر عليها فكرة التحكم
في الوزن وغالبا ما تقوم بتسجيل عدد السعرات الحرارية
التي تتناولها وتميل إلي ممارسة التدريبات الرياضية بشكل
مفرط, ويجب علي الطبيب ألا يشعر الفتاة بأنها منتقدة,
وأن التضافر والتعاون مع ثلاث جهات هي طبيب التغذية
وطيب الأسرة وأفراد العائلة المقربون منها, وإذا ما تبين
وجود مشكلة حقيقية يتم وضع خطة عمل بحيث تلم بالجوانب
الصحية والنفسية للفتاة, ويصبح المستهدف الأول هو حصولها
علي ألف إلي ألف وستمائة كيلوسعر حراري يوميا ليصل
الرقم لاحقا إلي ثلاثة آلاف وخمسمائة بشكل يومي.
الحالات الحادة يتم علاجها داخل المستشفي وتتطلب تحقيق
نتيجة في صورة زيادة أسبوعية في الوزن تتراوح مابين
نصف كيلو إلي كيلوجرام
ونصف,
بينما يقل معدل الزيادة المستهدف في الحالات الأقل حدة
والتي يتم علاجها من المنزل إلي 0.3 إلي 0.5 كيلوجرام
أسبوعيا.
ما
لا تعرفه الكثيرات وما لا تتنبه إليه العديد من الأسر
والعائلات أن هناك خيطا رفيعا للغاية يفصل بين الريجيم
والوسواس القهري
الذي يفضي بـ 12% من الحالات
إلي الموت وهن لا يشعرن ولو للحظة واحدة بالجرم الذي
يقترفنه في حق أنفسهن. لم يعد هناك خيار أمام كل
فتاة وكل أم أن تتعرف علي كل ما يتعلق بالأنوركسيا
التي ظلت عقودا مجهولة ولا يزال سببها فيه الغموض.
كل أصابع الاتهام أصبحت الآن تشير إلي الثقافة الغربية
التي جعلت الأنثي أسيرة مفاهيم خاطئة تقيد عناصر النجاح
والقبول في فكرة المظهر, وتمجد في بيوت أزياء وإبداعات
مصممين يرون أن الأناقة لا تتحقق سوي علي هياكل عظمية
متحركة علي ممشي عروض الأزياء وهم الذين ابتدعوا المقاس
صفر.. وخلقوا أجيالا من عارضات الأزياء اللاتي يستبدلن
الغذاء بتدخين السجائر وينافي قوامهن قواعد الطبيعة وسنن
الكون التي لابد وأن تضيف إلي الفتاة شيئا من الوزن
وتغير من هيكل جسدها سواء في مراحل النمو أو مع
الزواج والحمل والرضاعة. ومع الانفتاح علي ثقافة الغرب
بدت أمراضنا الاجتماعية تتداخل وتتشابه مع أمراضهم, وبدأت
حالات الأنوركسيا وهي فقدان الوزن المستمر حتي الهلاك
تظهر في مجتمعاتنا وإن ظلت طي الكتمان وداخل إطار
التابوهات التي لا يتحدث عنها أحد ولا يتم حصرها حتي
الآن.
ماتت كارين .. فتنبه العالم
في الستينيات والسبعينيات لم يكن أحد ليسمع عن مرض
البوليميا أو الأنوركسيا نرفوزا .. سوي قلة من المختصين
أو الدوائر المهتمة بالظاهرة, حتي
جاءت القصة الأليمة لواحدة من أشهر المغنيات في تاريخ
الولايات المتحدة الأمريكية وتحولت الأنوركسيا بوفاتها لاسم
يعرفه كل بيت.
كانت
تعاني سرا من صراع نفسي عميق أفضي بها إلي الإصابة
بالأنوركسيا التي لم تشف منها أبدا وتوفيت وهي لا تزال
في الثانية والثلاثين من عمرها لتصبح أول اسم شهير في
قاع قائمة ضحايا هذا المرض العجيب الذي لا يزال
الغموض يحيط بأسبابه.
مرض غامض وعلاج معقد
حول هذا المرض الغامض تحدثنا د. رشا الخولي ـ مدرسة مساعد طب الأسرة بجامعة القاهرة:
" الأنوركسيا نرفوزا هي واحدة من أعقد المشاكل النفسية
المرتبطة بالتغذية والدليل أن النسبة العالمية المنصوص
عليها والتي يفضي بها الحال إلي الوفاة تصل إلي 12% هي
نسبة مرتفعة للغاية, فالمريض ــ والذي في الغالب يكون
أنثي ــ يصل وزنه إلي أقل من 85% من الوزن الطبيعي
لسنه وتتدهور لديه الحالة الجسمانية بشكل كبير فتنقطع
الدورة الشهرية لدي الفتاة في 95%من الحالات ويسوء مظهره
وصحته يوما بعد يوم ومع ذلك يظل اسير فكرة مشوهة عن
صورته وشكله, وكثيرا مايصف نفسه بأوصاف بالغة الدمامة
وكأنه يري نفسه في حالة سمنة وقبح مستمرين."
هذا المرض منتشر أكثر في المجتمعات الغربيةحيث تصل نسبته
إلي 0.3% أغلبهم في الفترة العمرية ما بين خمسة عشر
وتسعة عشر عاما, وبعد سن الواحدة والعشرين تقل نسبة
الإصابة بشكل كبير.
وتشير د. رشا الخولي إلي أنه
بالرغم من عدم توافر بيانات وافية ودقيقة عن الحالات
المماثلة في مجتمعاتنا والتي تنظر إلي المسألة بوصفها
أحد التابوهات المسكوت عنها, فإن العدد بل شك في طريقه
إلي الازدياد في ظل الانفتاح علي الثقافات الغربية
المتأثرة بشكل كبير بفكرة المظهر والقوام واعتبارهما من
العناصر الفارقة في نجاح الأنثي وشعورها بالتقبل حولها,
تزداد نسبة واحتمالات الاصابة بمثل هذا المرض الغامض في
الفئات الاجتماعية العليا والثرية ومع وجود مشاكل في
النشأة خصوصا بتفكيك الأسرة وفرض تلك الأخيرة قيودا
مبالغا فيها علي الفتاة فيصبح التحكم في الوزن بشكل
قهري هو الملاذ الوحيد لشعور البنت بأنها قادرة علي
الإمساك بزمام أمور حياتها.
والمشكلة الأساسية هي
أنه نادرا ما تأتي المعاناة من مرض الانوركسيا وحده,
ففي 25% من الحالات تكون مصحوبة بالوسواس القهري, وفي75%
من الحالات تقترن أيضا بالاكتئاب الحاد والذي يفضي إلي
الإقدام علي الانتحار في بعض الحالات.
الوقاية خير من العلاج
السؤال الذي يفرض نفسه هو كيف تنقلب مجرد الرغبة في
المحافظة علي الرشاقة وفقدان بعد الوزن إلي مشكلة بهذه
الضراوة بحيث تظل الفتاة تري نفسها رغم النحافة المفرطة
بالغة السمنة وتظل حريصة علي التخلص من أي غذاء يدخل
جسمها سواء بالقيء أو بالعقاقير المدرة والملينة.
وتؤكد د. رشا الخولي أنه في حين يمكن حصر بعض الخصائص
التي تجمع بين المرضي إلا أن السبب الحقيقي وكيمياء
التحول هذه لايزالان غامضين, ويظل العلاج صعبا للغاية
خصوصا مع تكرار الانتكاسة مرة بعد أخري ومع لجوء
المريضة إلي حيل عديدة لإيهام المحيطين بها أن وزنها
في طريقه إلي الازياد, ومن ذلك ارتداء ملابس فضفاضة
وملء جيوب الملابس بالرمال بما يثقل الوزن علي الميزان
إلي غيرها من الخدع, لذلك ينصح بأن يتم التنبيه إلي
المشكلة في بدايتها حتي تتم السيطرة عليها قبل أن تصل
الفتاة إلي مرحلة نكران وجود مشكلة ورفض الخضوع إلي
العلاج أو حتي الاعتراف بأن وزنها في تضاؤل مستمر, إذا
ماشك الأهل في بداية المشكلة, يجب علي الفور اللجوء
إلي متخصص لكي يضع يده علي بداية الخروج من الازمة,
وطبيب الاسرة في هذه الحالة يبدأ في إجراء حوار مع
الفتاة ويستطيع ان يعرف ما إذا كان الأمر منبئا بحدوث
مرض أم لا, فمريضة الأنوركيسا تسيطر عليها فكرة التحكم
في الوزن وغالبا ما تقوم بتسجيل عدد السعرات الحرارية
التي تتناولها وتميل إلي ممارسة التدريبات الرياضية بشكل
مفرط, ويجب علي الطبيب ألا يشعر الفتاة بأنها منتقدة,
وأن التضافر والتعاون مع ثلاث جهات هي طبيب التغذية
وطيب الأسرة وأفراد العائلة المقربون منها, وإذا ما تبين
وجود مشكلة حقيقية يتم وضع خطة عمل بحيث تلم بالجوانب
الصحية والنفسية للفتاة, ويصبح المستهدف الأول هو حصولها
علي ألف إلي ألف وستمائة كيلوسعر حراري يوميا ليصل
الرقم لاحقا إلي ثلاثة آلاف وخمسمائة بشكل يومي.
الحالات الحادة يتم علاجها داخل المستشفي وتتطلب تحقيق
نتيجة في صورة زيادة أسبوعية في الوزن تتراوح مابين
نصف كيلو إلي كيلوجرام
ونصف,
بينما يقل معدل الزيادة المستهدف في الحالات الأقل حدة
والتي يتم علاجها من المنزل إلي 0.3 إلي 0.5 كيلوجرام
أسبوعيا.
الثلاثاء يناير 15, 2013 11:55 pm من طرف اوم الخير
» نآيس منتدي
السبت نوفمبر 03, 2012 1:39 am من طرف اوم الخير
» خطوبة المشرفة ابلة احلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 8:40 pm من طرف ɷ ᴚεмo
» طق طق طق انا جييت :>
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:18 pm من طرف sweet-soso
» برنامج Remote Administrator Control مع التفعيل و الشرح
الثلاثاء سبتمبر 18, 2012 12:26 pm من طرف اوم الخير
» كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله يغار لها ؟!
الخميس أغسطس 30, 2012 1:28 am من طرف حنان
» إجماع المسلمين على كفر من قذف عائشه رضي الله عنها
الخميس أغسطس 30, 2012 1:15 am من طرف حنان
» بكل الحب اتيتكم
الأربعاء أغسطس 29, 2012 8:51 pm من طرف حنان
» ممكن ترحيب بمسك الجنة
الأربعاء أغسطس 29, 2012 8:43 pm من طرف حنان