تقع مدينة لبدة إلى الشرق من مدينة الخمس على مسافة 3كم
عند مصب وادى لبدة، بحيث تحاذيه من ضفته الغربية . أما عن العاصمة
طرابلس فتبعد نحو 123 كم بالاتجاه شرقاً مع الطريق الساحلي.
ويطلق على مدينتنا هذه اسم لبدة الكبرى تميزاً لها عن لبدة الواقعة
بالقرب من مدينة لبدة الواقعة في تونس .
ورد ذكر لبدة في المصادر التاريخية القديمة باسم "لبتس ميجالي"
باليونانية وباسم "لبتس ماجنا" LIPTS MAGNA بالاتينية .
ويعتقد بأن اسمها الأخير مشتق من أسمها البونيقي "لبقي" ،
وأقدم ذكر اهذا الأسم الفنيقي ورد في العملات الفنيقية في القرن
الأول قبل الميلاد، وعلى بعض منها من أوائل القرن الأول الميلادي .
وسماها اليونانيون إلى جانب أسمها لبتس "تيابوليس" أي المدينة الجديدة .
كانت لبدة في بادى أمرها مركزاً تجارياً يأمه الفنيقيون في أبحارهم
من سواحل سوريا إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط للتجارة مع
أسبانيا وذلك حوالي القرن 12ق.م ومن المرجح أنها لم تكن مدينة
ثابتة، فأستخدمت من قبل الفنيقيون كمحطة تجارية أو ميناء مؤقت
لأرسال السفن وتبادل البضائع المختلفة .
و تعد لبدة من المدن التاريخية الكبرى لعظمة آثارها وثراء تاريخها
وأثرها الحضاري بالأضافة إلى كونها تمتاز بخصائص متنوعة تجعلها
فريدة بين المدن الأثرية الخالدة، وهي إحدى المدن الثلاث الشهيرة
التي أرتبط تأسيسها بمقدم المهاجرين من الفنيقيين وذلك في بداية
الألف الأول ق.م حيث أستوطنوا الساحل للتجارة والعيش مع الليبين
والمدن الثلاث هي لبدة وأويا وصبراتة التي نسب إليها ميناء أقليم
المدن الثلاث أي "تريبولس" الذي جاء منه أسم طرابلس فيما بعد .
كانت لبدة من بين أكبر المدن وأوسعها عمراناً في العصر الليبي
البونيقي والفينيقي فالروماني . وبصورة خاصة في عهد الأباطرة من
آل سفيروس (193 ـ 225م) اللذين ينحدرون من أسرة عريقة
ومن مدينة لبدة نفسها وقد أستطاع الفنيقيون أن يأسسوا لهم مراكز
تجارية على طول الساحل الأفريقي الشمالي . ويرجح بعض علماء
الآثار أن تأسيس لبدة قد تم بعد أن أسس القرطاجيون عاصمتهم
قرطاجنة الكائنة الأن في ضواحي مدينة تونس العاصمة وذلك سنة 814ق.م .
في رواية أخرى أن ياريخ تأسيس مدينة لبدة يعود إلى القرن السادس ق.م
فقد عثر في الحفريات التي قامت بها جامعة بنسلفانيا سنة 1961م ،
على قطع فخارية بالقرب من ميدان المدينة ترجع إلى ذلك العهد .
لم يعثر حتى الأن على مباني المدينة التي تعود إلى العهود الفنيقية،
ولم يخلف هذا العهد الفنيقي بين أيدينا سوى المقابر البونيقية تحت
منصة مسرح لبدة الروماني. وهذة المقابر تضم أواني وأوعية فخارية
من القرنيين الخامس و الرابع ق.م . وفي الفترة التي كانت فيها
خاضعة للسلطة القرطاجية،صمدت المدينة في وجه نوميديا الافريقية،
حتى انها استمرت قائمة بعد خراب قرطاجنة الذى تم على يد الرومان
عام (146ق.م) ثم انضوت تحت حكم المملكة النوميدية بصفة استقلالية.
يأتي أحد الكتاب الرومانيين في مذكراته عن لبدة فيذكر، بانها حافظت
على الشرائع والعادات الفينيقية ولم يطل التأثير سوى لهجتهم.
ويرجع ذلك إلى سبب وحيد ألا وهو اندماج أهل المدينة مع الأفارقة
بالتزاوج والمصاهرة. وفي وقت الذي دخلت فيه روما في حرب مع
نوميديا، رغبت لبدة في ان تكون حليفة لها. وبالفعل فقد أجابتها
روما إلى ذلك وأصبحت لبدة جزءا من افريقيا الرومانية.
وفي عام (46ق.م) فرض يوليوس قيصر على لبدة غرامة باهظة
وذلك بسبب تعاونهامع بومبى . وقد حدد القيصر نوع جزيته التي
فرضها على المدينة أن تدفعها، فكانت من زيت الزيتون، الأمر الذي
يكشف لنا ويقودنا إلى تقدير مكانة لبدة الزراعية والانتاجية آنئذ وأنها
كانت محاطة بغابات فسيحة من شجر الزيتون، وليست التلال
الواقعة في جهة ترهونة سوى دليل على ذلك.
إن ما كشفت عنه التنقيبات من آثار للبدة يقتصر على المدينة بأدوارها
الرومانية المتعاقبة بما في ذلك التحصينات التي أقامها البيزنطيون في
آخر مرحلة من حياة المدينة كذلك أقواس النصر والطرق الريئسية
د
وأهمها الطريق الطولي والطريق العرضي.
أما الميدان القديم وأطلال المعابد القديمة المحيطة والمجاورة للميناء
فهو مركز للمدينة قبل توسعها في بداية العهد الروماني- ونستطيع أن
نتتبع نمو المدينة واتساعها وذلك بالوقوف على تواريخ انشاء واقامة
المباني العامة الفخمة فيها مثل:
السوق البونيقي( انشئ في عام 8ق.م)
والمسرح النصف دائري (في عام الأول ق.م)
ومبنى الكالكيديكوم(سنة11،12م).
ثم توالى بعد ذلك انشاء المباني الاخرى خلال القرن الأول والثاني
الميلاديين والتي من بينها حمامات الامبراطور هادريان
( انشئت بين عامى 126-127م) وجددت في عهد الامبراطور سبتموس
سيفيريوس (139-211م) ونظراً لكثرة الحمامات والسبل المائية في مدينة لبدة،
ولأن الماء هو العنصر الحياتي الأساسي الذى بدونه لايمكن لهذه المنشآت
أن تقوم، فلقد كان القدر الأكبر منه يأتي من وادى لبدة ومن سد بُنِي على
هذا الوادى، حيث تتجمع المياه في صهاريج كبيرة ما تزال أطلالها
ماثلة للعيان إلى الجنوب من الطريق الرئيسية بالقرب من الجسر، كما
أن هاك آثار القناة المرسلة من الصهاريج الواقعة إلى الجنوب من الحمامات،
كذلك استخدمت أنابيب من الرصاص ما تزال أجزاء منها ماثلة في بعض السبل.
هذا إلى جانب ماء المطر الذي لم يهمل جمعه في آبار أرضية.
و في لبدة اليوم يقوم متحف يضم أهم كنوزها الأثرية.
الثلاثاء يناير 15, 2013 11:55 pm من طرف اوم الخير
» نآيس منتدي
السبت نوفمبر 03, 2012 1:39 am من طرف اوم الخير
» خطوبة المشرفة ابلة احلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 8:40 pm من طرف ɷ ᴚεмo
» طق طق طق انا جييت :>
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:18 pm من طرف sweet-soso
» برنامج Remote Administrator Control مع التفعيل و الشرح
الثلاثاء سبتمبر 18, 2012 12:26 pm من طرف اوم الخير
» كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله يغار لها ؟!
الخميس أغسطس 30, 2012 1:28 am من طرف حنان
» إجماع المسلمين على كفر من قذف عائشه رضي الله عنها
الخميس أغسطس 30, 2012 1:15 am من طرف حنان
» بكل الحب اتيتكم
الأربعاء أغسطس 29, 2012 8:51 pm من طرف حنان
» ممكن ترحيب بمسك الجنة
الأربعاء أغسطس 29, 2012 8:43 pm من طرف حنان