الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده
وكماله واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات ، شهادة تقود
قائلها إلى الجنات وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات
المعجزات والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
[size=29]صفاء المنبع:
لقد كان القرآن هو شغل رسول
الله صلى الله عليه وسلم الشاغل، ولِمَ لا وهو أكثر الخلق إدراكًا لأهميته
وقدرته على التغيير، ألم يقل له ربه: {وَكَذَلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا
الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن
نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52].
لذلك كان صلى الله عليه وسلم
حريصًا على عدم انشغال الصحابة بشيء آخر غير كتاب الله حتى يستطيع ذلك
الكتاب أن يقوم بوظيفته كاملة في تغيير قلوبهم وعقولهم ونفوسهم، ومن ثمَّ
سلوكهم تغييرًا جذريًا. ويكفيك في تأكيد هذا المعنى ما حدث منه صلى الله
عليه وسلم مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد مر عمر برجل يقرأ كتابا،
فاستحسنه، فقال للرجل: اكتب لي من هذا الكتاب، ثم أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فجعل يقرأ عليه، وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوَّن، فضرب
رجل من الأنصار بيده الكتاب، وقال: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، أما ترى وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم وأنت تقرأ عليه هذا الكتاب؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت فاتحًا وخاتمًا، وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه، واخْتُصر لي الحديث اختصارا فلا يهلكنكم المتهوِّكون» (¬1).
يتلوَّن وجهه صلى الله عليه
وسلم ويغضب عندما يجد أحد أصحابه يقرأ أو يستحسن كتابًا آخر غير القرآن،
وكيف لا يتغير وجهه وربه يقول له: {أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [العنكبوت: 51].
وعندما طلب منه أصحابه أن يقص عليهم قصصًا، أنزل الله سبحانه: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ} [يوسف: 3].
فقد أخرج ابن جرير، عن عون بن عبد الله قال:
ملَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملَّة، فقالوا: يا رسول الله،
حدثنا، فأنزل الله تعالى {اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} [الزمر: 23]،
ثم ملُّوا ملة أخرى فقالوا: يا رسول الله، حدثنا فوق الحديث ودون القرآن -
يعنون القصص- فأنزل الله {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ -
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ -
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: 1 - 3].
فأرادوا الحديث، فدلهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص (¬2).
لقد كان القرآن هو شغل رسول
الله صلى الله عليه وسلم الشاغل، ولِمَ لا وهو أكثر الخلق إدراكًا لأهميته
وقدرته على التغيير، ألم يقل له ربه: {وَكَذَلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا
الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن
نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52].
لذلك كان صلى الله عليه وسلم
حريصًا على عدم انشغال الصحابة بشيء آخر غير كتاب الله حتى يستطيع ذلك
الكتاب أن يقوم بوظيفته كاملة في تغيير قلوبهم وعقولهم ونفوسهم، ومن ثمَّ
سلوكهم تغييرًا جذريًا. ويكفيك في تأكيد هذا المعنى ما حدث منه صلى الله
عليه وسلم مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد مر عمر برجل يقرأ كتابا،
فاستحسنه، فقال للرجل: اكتب لي من هذا الكتاب، ثم أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فجعل يقرأ عليه، وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوَّن، فضرب
رجل من الأنصار بيده الكتاب، وقال: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، أما ترى وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم وأنت تقرأ عليه هذا الكتاب؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت فاتحًا وخاتمًا، وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه، واخْتُصر لي الحديث اختصارا فلا يهلكنكم المتهوِّكون» (¬1).
يتلوَّن وجهه صلى الله عليه
وسلم ويغضب عندما يجد أحد أصحابه يقرأ أو يستحسن كتابًا آخر غير القرآن،
وكيف لا يتغير وجهه وربه يقول له: {أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [العنكبوت: 51].
وعندما طلب منه أصحابه أن يقص عليهم قصصًا، أنزل الله سبحانه: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ} [يوسف: 3].
فقد أخرج ابن جرير، عن عون بن عبد الله قال:
ملَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملَّة، فقالوا: يا رسول الله،
حدثنا، فأنزل الله تعالى {اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} [الزمر: 23]،
ثم ملُّوا ملة أخرى فقالوا: يا رسول الله، حدثنا فوق الحديث ودون القرآن -
يعنون القصص- فأنزل الله {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ -
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ -
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: 1 - 3].
فأرادوا الحديث، فدلهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص (¬2).
[/size]
__________
(¬1) المتهوكون أي المتحيرون، والحديث أخرجه عبد الرزاق والبيهقي عن أبي قلابة.
(¬2) الدر المنثور للسيوطي 4/ 5، ورواه ابن أبي حاتم بإسناد حسن.
(¬2) الدر المنثور للسيوطي 4/ 5، ورواه ابن أبي حاتم بإسناد حسن.
مقتطف من كتاب تحقيق الوصال بين القلب والقرآن
للدكتور: مجدي الهلالي
الثلاثاء يناير 15, 2013 11:55 pm من طرف اوم الخير
» نآيس منتدي
السبت نوفمبر 03, 2012 1:39 am من طرف اوم الخير
» خطوبة المشرفة ابلة احلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 8:40 pm من طرف ɷ ᴚεмo
» طق طق طق انا جييت :>
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:18 pm من طرف sweet-soso
» برنامج Remote Administrator Control مع التفعيل و الشرح
الثلاثاء سبتمبر 18, 2012 12:26 pm من طرف اوم الخير
» كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله يغار لها ؟!
الخميس أغسطس 30, 2012 1:28 am من طرف حنان
» إجماع المسلمين على كفر من قذف عائشه رضي الله عنها
الخميس أغسطس 30, 2012 1:15 am من طرف حنان
» بكل الحب اتيتكم
الأربعاء أغسطس 29, 2012 8:51 pm من طرف حنان
» ممكن ترحيب بمسك الجنة
الأربعاء أغسطس 29, 2012 8:43 pm من طرف حنان