اعشاب في الطب النبوي
في ذكر شئ من الأدوية والأغذية المفردة
التي جاءت على لسانه r مرتبة على حروف المعجم
الهمزة
إثمد :هو حجر الكحل الأسود
، يؤتى به من أصبهان ، وهو أفضله ويؤتى به من
جهة المغرب أيضاً ، وأجوده السريع التفتيت الذي
لفتاته بصيص ، وداخله أملس ليس فيه شئ من الأوساخ
.ومزاجه بارد يابس ينفع العين ويقويها ، ويشد
أعصابها ، ويحفظ صحتها ، ويذهب اللحم الزائد في
القروح ويدملها ، وينقي أوساخها ، ويجلوها ، ويذهب
الصداع إذا اكتحل به مع العسل المائي الرقيق ،
وإذا دق وخلط ببعض الشحوم الطرية ، ولطخ على حرق
النار ، لم تعرض فيه خشكريشة ، ونفع من التنفط
الحادث بسببه ، وهو أجود أكحال العين لا سيما
للمشايخ ، والذين قد ضعفت أبصارهم إذا جعل معه
شئ من المسك .
--------------------------------------
أترج :ثبت في الصحيح :
عن النبي r أنه قال : " مثل المؤمن الذي
يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، طعمها طيب ، وريحها
طيب " .في الأترج منافع كثيرة ، وهو مركب
من أربعة أشياء : قشر ، ولحم ، وحمض ، وبزر ،
ولكل واحد منها مزاج يخصه ، فقشره حار يابس ،
ولحمه حار رطب ، وحمضه بارد يابس ، وبزره حار
يابس .
ومن منافع قشره : أنه إذا جعل في الثياب منع السوس
، ورائحته تصلح فساد الهواء والوباء ، ويطيب النكهة
إذا أمسكه في الفم ، ويحلل الرياح ، وإذا جعل
في الطعام كالأبازير ، أعان على الهضم .
قال صاحب القانون : وعصارة قشره تنفع من نهش الأفاعي
شرباً ، وقشره ضماداً ، وحراقة قشره طلاء جيد
للبرص . انتهى .
وأما لحمه : فملطف لحرارة المعدة ، نافع لأصحاب
المرة الصفراء ، قامع للبخارات الحارة . وقال
الغافقي : أكل لحمه ينفع البواسير . انتهى .وأما
حمضه : فقابض كاسر للصفراء ، ومسكن للخفقان الحار
، نافع من اليرقان شرباً واكتحالاً ، قاطع للقئ
الصفراوي ، مشه للطعام ، عاقل للطبيعة ، نافع
من الإسهال الصفراوي ، وعصارة حمضه يسكن غلمة
النساء ، وينفع طلاء من الكلف ، ويذهب بالقوباء
، ويستدل على ذلك من فعله في الحبر إذا وقع في
الثياب قلعه ، وله قوة تلطف ، وتقطع ، وتبرد ،
وتطفئ حرارة الكبد، وتقوي المعدة ، وتمنع حدة
المرة الصفراء ، وتزيل الغم العارض منها ، وتسكن
العطش .وأما بزره : فله قوة محللة مجففة . وقال
ابن ماسويه : خاصية حبه النفع من السموم القاتلة
إذا شرب منه وزن مثقال مقشراً بماء فاتر وطلاء
مطبوخ 0 وإن دق ووضع على موضع اللسعة ، نفع ،
وهو ملين للطبيعة ، مطيب للنكهة ، وأكثر هذا الفعل
موجود في قشره ،
وقال غيره : خاصية حبه النفع من لسعات العقارب
إذا شرب منه وزن مثقالين مقشراً بماء فاتر ، وكذلك
إذا دق ووضع على موضع اللدغة . وقال غيره : حبه
يصلح للسموم كلها ، وهو نافع من لدغ الهوام كلها
.
وذكر أن بعض الأكاسرة غضب على قوم من الأطباء
، فأمر بحبسهم ، وخيرهم أدماً لا يزيد لهم عليه
، فاختاروا الأترج ، فقيل لهم : لم اخترتموه على
غيره ؟ فقالوا : لأنه في العاجل ريحان ، ومنظره
مفرح ، وقشره طيب الرائحة ، ولحمه فاكهة ، وحمضه
أدم ، وحبه ترياق ، وفيه دهن .وحقيق بشئ هذه منافعه
أن يشبه به خلاصة الوجود ، وهو المؤمن الذي يقرأ
القرآن ، وكان بعض السلف يحب النظر إليه لما في
منظره من التفريح
--------------------------------------
أرز :فيه حديثان باطلان
موضوعان على رسول الله r ، أحدهما : أن "
لو كان رجلاً ، لكان حليماً " الثاني : "
كل شئ أخرجته الأرض ففيه داء وشفاء إلا الأرز
، فإنه شفاء لا داء فيه " ذكرناهما تنبيهاً
وتحذيراً من نسبتهما إليه r .وبعد فهو حار يابس
، وهو أغذى الحبوب بعد الحنطة ، وأحمدها خلطاً
، يشد البطن شداً يسيراً ، ويقوي المعدة ، ويدبغها
، ويمكث فيها . وأطباء الهند تزعم ، أنه أحمد
الأغذية وأنفعها إذا طبخ بألبان البقر ، وله تأثير
في خصب البدن ، وزيادة المني ، وكثرة التغذية
، وتصفية اللون .
أرز : بفتح الهمزة وسكون الراء : وهو الصنوبر
، ذكره النبي r في قوله : " مثل المؤمن مثل
الخامة من الزرع، تفيئها الرياح ، تقيمها مرة
، وتميلها أخرى، ومثل المنافق مثل الأرزة لا تزال
قائمة على أصلها حتى يكون انجعافها مرة واحدة"،
وحبه حار رطب ، وفيه إنضاج وتليين ، وتحليل ،
ولذع يذهب بنقعه في الماء ، وهو عسر الهضم ، وفيه
تغذية كثيرة ، وهو جيد للسعال ، ولتنقية رطوبات
الرئة ، ويزيد في المني ، ويولد مغصاً ، وترياقه
حب الرمان المر .
--------------------------------------
إذخر :ثبت في الصحيح عنه
r أنه قال في مكة : " لا يختلى خلاها ، فقال
له العباس رضي الله عنه : إلا الإذخر يا رسول
الله ، فإنه لقينهم ولبيوتهم ، فقال : إلا الإذخر
" .والإذخر حار في الثانية ، يابس في الأولى
، لطيف مفتح للسدد وأفواه العروق ، يدر البول
والطمث ، ويفتت الحصى ، ويحلل الأورام الصلبة
في المعدة والكبد والكليتين شرباً وضماداً ، وأصله
يقوي عمود الأسنان والمعدة ، ويسكن الغثيان ،
ويعقل البطن .
--------------------------------------
حرف الباء
بطيخ :روى أبو داود والترمذي
، عن النبي r ، أنه كان يأكل البطيخ بالرطب ،
يقول : " نكسر حر هذا ببرد هذا ، وبرد هذا
بحر هذا " .وفي البطيخ عدة أحاديث لا يصح
منها شئ غير هذا الحديث الواحد ، والمراد به الأخضر
، وهو بارد رطب ، وفيه جلاء ، وهو أسرع انحداراً
عن المعدة من القثاء والخيار ، وهو سريع الإستحالة
إلى أي خلط كان صادفه في المعدة ، وإذا كان آكله
محروراً انتفع به جداً ، وإن كان مبروداً دفع
ضرره بيسير من الزنجيل ونحوه ، وينبغي أكله قبل
الطعام ، ويتبع به ، وإلا غثى وقيأ ،وقال بعض
الأطباء : إنه قبل الطعام يغسل البطن غسلاً ،
ويذهب بالداء أصلاً .
بلح :روى النسائي وابن ماجه في سننهما : من هشام
بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت
: قال رسول الله r : " كلوا البلح بالتمر
، فإن الشيطان إذا نظر إلى ابن آدم يأكل البلح
بالتمر يقول : بقي ابن آدم حتى أكل الحديث بالعتيق
" . وفي رواية : " كلوا البلح بالتمر
، فإن الشيطان يحزن إذا رأى ابن آدم يأكله يقول
: عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق " ،
رواه البزار في مسنده وهذا لفظه .
قلت : الباء في الحديث بمعنى : مع ، أي : كلوا
هذا مع هذا قال بعض أطباء الإسلام : إنما أمر
النبي r بأكل البلح بالتمر ، ولم يأمر بأكل البسر
مع التمر ، لأن البلح بارد يابس ، والتمر حار
رطب ، ففي كل منهما إصلاح للآخر ، وليس كذلك البسر
مع التمر ، فإن كل واحد منهما حار ، وإن كانت
حرارة التمر أكثر ، ولا ينبغي من جهة الطب الجمع
بين حارين أو باردين ، كما تقدم . وفي هذا الحديث
: التنبيه على صحة أصل صناعة الطب ، ومراعاة التدبير
الذي يصلح في دفع كيفيات الأغذية والأدوية بعضها
ببعض ، ومراعاة القانون الطبي الذي تحفظ به الصحة
.وفي البلح برودة ويبوسة ، وهو ينفع الفم واللثة
والمعدة ، وهو رديء للصدر والرئة بالخشونة التي
فيه ، بطيء في المعدة يسير التغذية ، وهو للنخلة
كالحصرم لشجرة العنب ، وهما جميعاً يولدان رياحاً
، وقراقر ، ونفخاً ، ولا سيما إذا شرب عليهما
الماء ، ودفع مضرتهما بالتمر ، أو بالعسل والزبد
--------------------------------------
بسر : ثبت في الصحيح :
أن أبا الهيثم بن التيهان ، لما ضافه النبي r
وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، جاءهم بعذق -
وهو من النخلة كالعنقود من العنب - فقال له :
" هلا انتقيت لنا من رطبه فقال : أحببت أن
تنتقوا من بسره ورطبه " .البسر : حار يابس
، ويبسه أكثر من حره ، ينشف الرطوبة ، ويدبغ المعدة
، ويحبس البطن ، وينفع اللثة والفم ، وأنفعه ما
كان هشاً وحلواً ، وكثرة أكله وأكل البلح يحدث
السدد في الأحشاء .
--------------------------------------
بيض : ذكر البيهقي في شعب الإيمان أثراً مرفوعاً
: أن نبياً من الأنبياء شكى إلى الله سبحانه الضعف
، فأمره بأكل البيض . وفي ثبوته نظر ، ويختار
من البيض الحديث على العتيق ، وبيض الدجاج على
سائر بيض الطير ، وهو معتدل يميل إلى البرودة
قليلاً .قال صاحب القانون : ومحه : حار رطب ،
يولد دماً صحيحاً محموداً ، ويغذي غذاءاً يسيراً
، ويسرع الإنحدار من المعدة إذا كان رخواً . وقال
غيره : مح البيض : مسكن للألم ، مملس للحلق وقصبة
الرئة ، نافع للحلق والسعال وقروح الرئة والكلى
والمثانة ، مذهب للخشونة ، لا سيما إذا أخذ بدهن
اللوز الحلو ، ومنضج لما في الصدر ، ملين له ،
مسهل لخشونة الحلق ، وبياضه إذا قطر في العين
الوارمة ورماً حاراً ، برده ، وسكن الوجع وإذا
لطخ به حرق النار أو ما يعرض له ، لم يدعه يتنفط
، وإذا لطخ به الوجع ، منع الإحتراق العارض من
الشمس ، واذا خلط بالكندر ، ولطخ على الجبهة ،
نفع من النزلة
وذكره صاحب القانون في الأدوية القلبية ، ثم قال
: وهو - وإن لم يكن من الأدوية المطلقة - فإنه
مما له مدخل في تقوية القلب جداً أعني الصفرة
، وهي تجمع ثلاثة معان : سرعة الإستحالة إلى الدم
، وقلة الفضلة ، وكون الدم المتولد منه مجانساً
للدم الذي يغذو القلب خفيفاً مندفعاً إليه بسرعة
، ولذلك هو أوفق ما يتلافى به عادية الأمراض المحللة
لجوهر الروح .
--------------------------------------
بصل :روى أبو داود في
سننه : عن عائشة رضي الله عنها ، أنها سئلت عن
البصل ، فقالت : إن آخر طعام أكله رسول الله r
كان فيه بصل .وثبت عنه في الصحيحين أنه منع آكله
من دخول المسجد .
والبصل : حار في الثالثة ، وفيه رطوبة فضلية ينفع
من تغير المياه ، ويدفع ريح السموم ، ويفتق الشهوة
، ويقوي المعدة ، ويهيج الباه ، ويزيد في المني
، ويحسن اللون ، ويقطع البلغم ، ويجلو المعدة
، وبزره يذهب البهق ، ويدلك به حول داء الثعلب
، فينفع جداً ، وهو بالملح يقلع الثآليل ، وإذا
شمه من شرب دواء مسهلاً منعه من القئ والغثيان
، وأذهب رائحة ذلك الدواء ، وإذا استعط بمائه
، نقى الرأس ، ويقطر في الأذن لثقل السمع والطنين
والقيح ، والماء الحادث في الأذنين ، وينفع من
الماء النازل في العينين اكتحالاً يكتحل ببزره
مع العسل لبياض العين ، والمطبوخ منه كثير الغذاء
ينفع من اليرقان والسعال ، وخشونة الصدر ، ويدر
البول ، ويلين الطبع ، وينفع من عضة الكلب غير
الكلب إذا نطل عيها ماؤه بملح وسذاب ، وإذا احتمل
، فتح أفواه البواسير .
وأما ضرره : فإنه يورث الشقيقة ، ويصدع الرأس
، ويولد أرياحاً ، ويظلم البصر ، وكثرة أكله تورث
النسيان ، ويفسد العقل ، ويغير رائحة الفم والنكهة
، ويؤذي الجليس ، والملائكة ، وإماتته طبخاً تذهب
بهذه المضرات منه .وفي السنن : أنه r أمر آكله
وآكل الثوم أن يميتهما طبخاً ويذهب رائحته مضغ
ورق السذاب عليه .
--------------------------------------
باذنجان :في الحديث الموضوع
المختلق على رسول الله r : " الباذنجان لما
أكل له " ، وهذا الكلام مما يستقبح نسبته
إلى آحاد العقلاء ، فضلاً عن الانبياء ، وبعد
: فهو نوعان : أبيض وأسود ، وفيه خلاف ، هل هو
بارد أو حار ؟ والصحيح : أنه حار ، وهو مولد للسوداء
والبواسير ، والسدد والسرطان والجذام ، ويفسد
اللون ويسوده ، ويضر بنتن الفم ، والأبيض منه
المستطيل عار من ذلك .
--------------------------------------
حرف التاء
تمر :ثبت في الصحيح عنه
r : " من تصبح بسبع تمرات وفي لفظ : من تمر
العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر "
. وثبت عنه أنه قال : " بيت لا تمر فيه جياع
أهله " . وثبت عنه أكل التمر بالزبد ، وأكل
التمر بالخبز ، وأكله مفرداً . وهو حار في الثانية
، وهل هو رطب في الأولى ، أو يابس فيها ؟ . على
قولين . وهو مقو للكبد ، ملين للطبع ، يزيد في
الباه ، ولا سيما مع حب الصنوبر ، ويبرئ من خشونة
الحلق ، ومن لم يعتده كأهل البلاد الباردة فإنه
يورث لهم السدد ، ويؤذي الأسنان ، ويهيج الصداع
، ودفع ضرره باللوز والخشخاش ، وهو من أكثر الثمار
تغذية للبدن بما فيه من الجوهر الحار الرطب ،
وأكله على الريق يقتل الدود ، فإنه مع حرارته
فيه قوة ترياقية ، فإذا أديم استعماله على الريق
، خفف مادة الدود ، وأضعفه وقلله ، أو قتله ،
وهو فاكهة وغذاء ، ودواء وشراب وحلوى .
--------------------------------------
تين :لما لم يكن التين
بأرض الحجاز والمدينة ، لم يأت له ذكر في السنة
، فإن أرضه تنافي أرض النخل ، ولكن قد أقسم الله
به في كتابه ، لكثرة منافعه وفوائده ، والصحيح
: أن المقسم به : هو التين المعروف .وهو حار ،
وفي رطوبته ويبوسته قولان ، وأجوده : الأبيض الناضج
القشر ، يجلو رمل الكلى والمثانة ، ويؤمن من السموم
، وهو أغذى من جميع الفواكه وينفع خشونة الحلق
والصدر ، وقصبة الرئة ، ويغسل الكبد والطحال ،
وينقي الخلط البلغمي من المعدة ، ويغذو البدن
غذاء جيداً ، إلا أنه يولد القمل إذا أكثر منه
جداً .ويابسه يغذو وينفع العصب ، وهو مع الجوز
واللوز محمود ، قال جالينوس : وإذا أكل مع الجوز
والسذاب قبل أخذ السم القاتل ، نفع ، وحفظ من
الضرر .ويذكر عن أبي الدرداء : أهدي إلى النبي
r طبق من تين ، فقال : " كلوا و أكل منه
، وقال : لو قلت : إن فاكهة نزلت من الجنة قلت
: هذه ، لأن فاكهة الجنة بلا عجم ، فكلوا منها
فإنها تقطع البواسير ، وتنفع من النقرس "
. وفي ثبوت هذا نظر .واللحم منه أجود ، ويعطش
المحرورين ، ويسكن العطش الكائن عن البلغم المالح
، وينفع السعال المزمن ، ويدر البول ، ويفتح سدد
الكبد والطحال ، ويوافق الكلى والمثانة ، ولأكله
على الريق منفعة عجيبة في تفتيح مجاري الغذاء
وخصوصاً باللوز والجوز ، وأكله مع الأغذية الغليظة
رديء جداً ، والتوت الأبيض قريب منه ، لكنه أقل
تغذية وأضر بالمعدة .
--------------------------------------
تلبينة :قد تقدم إنها
ماء الشعير المطحون ، وذكرنا منافعها ، وأنها
أنفع لأهل الحجاز من ماء الشعير الصحيح .
--------------------------------------
حرف الثاء
ثلج :ثبت في الصحيح :
عن النبي r أنه قال : " اللهم اغسلني من
خطاياي بالماء والثلج والبرد " .
وفي هذا الحديث من الفقه : أن الداء يداوى بضده
، فان في الخطايا من الحرارة والحريق ما يضاده
الثلج والبرد ، والماء البارد ، ولا يقال : إن
الماء الحار أبلغ في إزالة الوسخ ، لأن في الماء
البارد من تصليب الجسم وتقويته ما ليس في الحار
، والخطايا توجب أثرين : التدنيس والإرخاء ، فالمطلوب
مداواتها بما ينظف القلب ويصلبه ، فذكر الماء
البارد والثلج والبرد إشارة إلى هذين الأمرين
.وبعد فالثلج بارد على الأصح ، وغلط من قال :
حار ،وشبهته تولد الحيوان فيه ، وهذا لا يدل على
حرارته ، فإنه يتولد في الفواكه الباردة ، وفي
الخل ،وأما تعطيشه ،فلتهييجه الحرارة لا لحرارته
في نفسه ، ويضر المعدة والعصب ، وإذا كان وجع
الأسنان من حرارة مفرطة ، سكنها .
--------------------------------------
ثوم :هو قريب من البصل
، وفي الحديث : " من أكلهما فليمتهما طبخاً
" . وأهدي إليه طعام فيه ثوم ، فأرسل به
إلى أبي أيوب الأنصاري ، فقال : يا رسول الله
، تكرهه وترسل به إلي ؟ فقال:" إني أناجي
من لا تناجي " .
وبعد فهو حار يابس في الرابعة ، يسخن تسخيناً
قوياً ، ويجفف تجفيفاً بالغاً ، نافع للمبرودين
، ولمن مزاجه بلغمي ، ولمن أشرف على الوقوع في
الفالج ، وهو مجفف للمني ، مفتح للسدد ، محلل
للرياح الغليظة ، هاضم للطعام ، قاطع للعطش ،
مطلق للبطن ، مدر للبول ، يقوم في لسع الهوام
وجميع الأورام الباردة مقام الترياق ، وإذا دق
وعمل منه ضماد على نهش الحيات ، أو على لسع العقارب
، نفعها وجذب السموم منها ، ويسخن البدن ، ويزيد
في حرارته ، ويقطع البلغم ، ويحلل النفخ ، ويصفي
الحلق ، ويحفظ صحة أكثر الأبدان ، وينفع من تغير
المياه ، والسعال المزمن ، ويؤكل نيئاً ومطبوخاً
ومشوياً ، وينفع من وجع الصدر من البرد ، ويخرج
العلق من الحلق ، وإذا دق مع الخل والملح والعسل
، ثم وضع على الضرس المتأكل ، فتته وأسقطه ، وعلى
الضرس الوجع ، سكن وجعه . وإن دق منه مقدار درهمين
، وأخذ مع ماء العسل ، أخرج البلغم والدود ، وإذا
طلي بالعسل على البهق ، نفع .ومن مضاره : أنه
يصدع ، ويضر الدماغ والعينين ، ويضعف البصر والباه
، ويعطش ، ويهيج الصفراء ، ويجيف رائحة الفم ،
ويذهب رائحته أن يمضع عليه ورق السذاب .
--------------------------------------
حرير : قد تقدم أن النبي r أباحه للزبير ، ولعبد
الرحمن بن عوف من حكة كانت بهما ، وتقدم منافعه
ومزاجه ، فلا حاجة إلى إعادته .
حرف :قال أبو حنيفة الدينوري : هذا هو الحب الذي
يتداوى به ، وهو الثفاء الذي جاء فيه الخبر عن
النبي r ، ونباته يقال له : الحرف ، وتسميه العامة
: الرشاد ، وقال أبو عبيد : الثفاء : هو الحرف
.قلت : والحديث الذي أشار إليه ، ما رواه أبو
عبيد وغيره ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
، عن النبي r أنه قال : " ماذا في الأمرين
من الشفاء ؟ الصبر والثفاء " رواه أبو داود
في المراسيل .وقوته في الحرارة واليبوسة في الدرجة
الثالثة ، وهو يسخن ، ويلين البطن ، ويخرج الدود
وحب القرع ، ويحلل أورام الطحال ، ويحرك شهوة
الجماع ، ويجلو الجرب المتقرح والقوباء .وإدا
ضمد به مع العسل ، حلل ورم الطحال ، وإذا طبخ
مع الحناء أخرج الفضول التي في الصدر ، وشربه
ينفع من نهش الهوام ولسعها ، وإذا دخن به في موضع
، طرد الهوام عنه ، ويمسك الشعر المتساقط ، وإذا
خلط بسويق الشعير والخل ، وتضمد به ، نفع من عرق
النسا ، وحلل الأورام الحارة في آخرها .وإذا تضمد
به مع الماء والملح أنضج الدماميل ، وينفع من
الإسترخاء في جميع الاعضاء ، ويزيد في الباه ،
ويشهي الطعام ، وينفع الربو ، وعسر التنفس ، وغلظ
الطحال ، وينقي الرئة ، ويدر الطمث ، وينفع من
عرق النساء ، ووجع حق الورك مما يخرج من الفضول
، إذا شرب أو احتقن به ، ويجلو ما في الصدر والرئة
من البلغم اللزج .وإن شرب منه بعد سحقه وزن خمسة
دراهم بالماء الحار ، أسهل الطبيعة ، وحلل الرياح
، ونفع من وجع القولنج البارد السبب ، وإذا سحق
وشرب ، نفع من البرص .وإن لطخ عليه وعلى البهق
الأبيض بالخل ، نفع منهما ، وينفع من الصداع الحادث
من البرد والبلغم ، وإن قلي ، وشرب ، عقل الطبع
لا سيما إذا لم يسحق لتحلل لزوجته بالقلي ، وإذا
غسل بمائه الرأس ، نشاه من الاوساخ والرطوبات
اللزجة .قال جالينوس : قوته مثل قوة بزر الخردل
، ولذلك قد يسخن به أوجاع الورك المعروفة بالنسا
، وأوجاع الرأس ، وكل واحد من العلل التي تحتاج
إلى التسخين ، كما يسخن بزر الخردل ، وقد يخلط
أيضاً في أدوية يسقاها أصحاب الربو من طريق أن
الأمر فيه معلوم أنه يقطع الأخلاط الغليظة تقطيعاً
قوياً ، كما يقطعها بزر الخردل ، لأنه شبيه به
في كل شئ .
--------------------------------------
حلبة : يذكر عن النبي
r ، " أنه عاد سعد بن أبي وقاص رضي الله
عنه بمكة ، فقال : ادعوا له طبيباً ، فدعي الحارث
بن كلدة ، فنظر إليه ، فقال : ليس عليه بأس ،
فاتخذوا له فريقة ، وهي الحلبة مع تمر عجوة رطب
يطبخان ، فيحساهما ، ففعل ذلك ، فبرئ" .وقوة
الحلبة من الحرارة في الدرجة الثانية ، ومن اليبوسة
في الأولى ، وإذا طبخت بالماء ، لينت الحلق والصدر
والبطن ، وتسكن السعال والخشونة والربو ، وعسر
النفس ، وتزيد في الباه ، وهي جيدة للريح والبلغم
والبواسير ، محدرة الكيموسات المرتبكة في الأمعاء
، وتحلل البلغم اللزج من الصدر ،وتنفع من الدبيلات
وأمراض الرئة ، وتستعمل لهذه الأدواء في الأحشاء
مع السمن والفانيذ وإذا شربت مع وزن خمسة دراهم
فوة ،أدرت الحيض ،وإذا طبخت ،وغسل بها الشعر جعدته
،وأذهبت الحزاز .ودقيقها إذا خلط بالنطرون والخل
، وضمد به ، حلل ورم الطحال ، وقد تجلس المرأة
في الماء الذي طبخت فيه الحلبة ، فتنتفع به من
وجع الرحم العارض من ورم فيه . وإذا ضمد به الأورام
الصلبة القليلة الحرارة ، نفعتها وحللتها ، وإذا
شرب ماؤها ، نفع من المغص العارض من الرياح ،
وأزلق الأمعاء .وإذا أكلت مطبوخة بالتمر ، أو
العسل ، أو التين على الريق ، حللت البلغم اللزج
العارض في الصدر والمعدة ، ونفعت من السعال المتطاول
منه.وهي نافعة من الحصر ، مطلقة للبطن ، وإذا
وضعت على الظفر المتشنج أصلحته ، ودهنها ينفع
إذا خلط بالشمع من الشقاق العارض من البرد ، ومنافعها
أضعاف ما ذكرنا .ويذكر عن القاسم بن عبد الرحمن
، أنه قال : قال رسول الله r : " استشفوا
بالحلبة " وقال بعض الأطباء : لو علم الناس
منافعها ، لاشتروها بوزنها ذهباً .
--------------------------------------
حرف الخاء
خبز :ثبت في الصحيحين
، عن النبي r أنه قال : "تكون الأرض يوم
القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار كما يكفؤ أحدكم
خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة " .وروى
أبو داود في سننه : من حديث ابن عباس رضي الله
عنهما ، قال : كان أحب الطعام إلى رسول الله r
الثريد من الخبز ، والثريد من الحيس .
وروى أبو داود في سننه أيضاً ، من حديث ابن عمر
رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله r : "
وددت أن عندي خبزة بيضاء من برة سمراء ملبقة بسمن
ولبن ، فقام رجل من القوم فاتخذه ، فجاء به ،
فقال : في أي شئ كان هذا السمن ؟ فقال : في عكة
ضب ، فقال : ارفعه ".وذكر البيهقي من حديث
عائشة رضي الله عنها ترفعه : " أكرموا الخبز
، ومن كرامته أن لا ينتظر به الإدام " والموقوف
أشبه ، فلا يثبت رفعه ، ولا رفع ما قبله .وأما
حديث النهى عن قطع الخبز بالسكين ، فباطل لا أصل
له عن رسول الله r ،
وإنما المروي : النهي عن قطع اللحم بالسكين ،
ولا يصح أيضاً .قال مهنا : سألت أحمد عن حديث
أبي معشر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة
رضي الله عنها ، عن النبي r : " لا تقطعوا
اللحم بالسكين ، فإن ذلك من فعل الأعاجم "
. فقال : ليس بصحيح ، ولا يعرف هذا ، وحديث عمرو
بن أمية خلاف هذا ، وحديث المغيرة - يعني بحديث
عمرو بن أمية - : كان النبي r يحتز من لحم الشاة
. وبحديث المغيرة أنه لما أضافه أمر بجنب فشوي
، ثم أخذ الشفرة ، فجعل يحز .وأحمد أنواع الخبز
أجودها اختماراً وعجناً ، ثم خبز التنور أجود
أصنافه ، وبعده خبز الفرن ، ثم خبز الملة في المرتبة
الثالثة ، وأجوده ما اتخذ من الحنطة الحديثة وأكثر
أنواعه تغذية خبز السميد ، وهو أبطؤها هضماً لقلة
نخالته ، ويتلوه خبز الحوارى ، ثم الخشكار .وأحمد
أوقات أكله في آخر اليوم الذي خبز فيه ، واللين
منه أكثر تلييناً وغذاء وترطيباً وأسرع انحداراً
، واليابس بخلافه .ومزاج الخبز من البر حار في
وسط الدرجة الثانية ، وقريب من الإعتدال في الرطوبة
واليبوسة ، واليبس يغلب على ما جففته النار منه
، والرطوبة على ضده .وفي خبز الحنطة خاصية ، وهو
أنه يسمن سريعاً ، وخبز القطائف يولد خلطاً غليظاً
، والفتيت نفاخ بطيء الهضم ، والمعمول باللبن
مسدد كثير الغذاء ، بطىء الإنحدار .وخبز الشعير
بارد يابس في الأولى ، وهو أقل غذاء من خبز الحنطة
--------------------------------------
خل :روى مسلم في صحيحه
: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، أن رسول
الله r سأل أهله الإدام ، فقالوا : ما عندنا إلا
خل ، فدعا به ، وجعل يأكل ويقول : " نعم
الإدام الخل ، نعم الإدام الخل " .
وفي سنن ابن ماجه عن أم سعد رضي الله عنها عن
النبي r : " نعم الإدام الخل ، اللهم بارك
في الخل ، فإنه كان إدام الأنبياء قبلي ، ولم
يفتقر بيت فيه الخل " .الخل : مركب من الحرارة
، والبرودة أغلب عليه ، وهو يابس في الثالثة ،
قوي التجفيف ، يمنع من انصباب المواد ، ويلطف
الطبيعة ، وخل الخمر ينفع المعدة الصلبة ، ويقمع
الصفراء ، ويدفع ضرر الأدوية القتالة ، ويحلل
اللبن والدم إذا جمدا في الجوف ، وينفع الطحال
، ويدبغ المعدة ، ويعقل البطن ، ويقطع العطش ،
ويمنع الورم حيث يريد أن يحدث ، ويعين على الهضم
، ويضاد البلغم ، ويلطف الأغذية الغليظة ، ويرق
الدم .وإذا شرب بالملح ، نفع من أكل الفطر القتال
، وإذا احتسي ، قطع العلق المتعلق بأصل الحنك
، وإذا تمضمض به مسخناً ، نفع من وجع الأسنان
، وقوى اللثة .وهو نافع للداحس ، إذا طلي به ،
والنملة والأورام الحارة ، وحرق النار ، وهو مشه
للأكل ، مطيب للمعدة ، صالح للشباب ، وفي الصيف
لسكان البلاد الحارة .
--------------------------------------
خلال :فيه حديثان لا يثبتان
، أحدهما : يروى من حديث أبي أيوب الأنصاري يرفعه
: " يا حبذا المتخللون من الطعام ، إنه ليس
شئ أشد على الملك من بقية تبقى في الفم من الطعام
" وفيه واصل بن السائب ، قال البخاري والرازي
: منكر الحديث ، وقال النسائي والأزدي : متروك
الحديث .الثاني : يروى من حديث ابن عباس ، قال
عبد الله بن أحمد : سألت أبي عن شيخ روى عنه صالح
الوحاظي يقال له : محمد بن عبد الملك الأنصاري
، حدثنا عطاء ، عن ابن عباس ، قال : نهى رسول
الله r أن يتخلل بالليط والآس ، وقال : "
إنهما يسقيان عروق الجذام " ، فقال أبي :
رأيت محمد بن عبد الملك - وكان أعمى - يضع الحديث
، ويكذب .
وبعد : فالخلال نافع للثة والأسنان ، حافظ لصحتها
، نافع من تغير النكهة ، وأجوده ما اتخذ من عيدان
الأخلة ، وخشب الزيتون والخلاف ، والتخلل بالقصب
والآس والريحان ، والباذروج مضر .
--------------------------------------
حرف الدال
دهن :روى الترمذي في كتاب
الشمائل من حديث أنس بن مالك رضي الله عنهما ،
قال : كان رسول الله r يكثر دهن رأسه ، وتسريح
لحيته ، ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات .الدهن
يسد مسام البدن ، ويمنع ما يتحلل منه ، وإذا استعمل
به بعد الإغتسال بالماء الحار ، حسن البدن ورطبه
، وإن دهن به الشعر حسنه وطوله ، ونفع من الحصبة
، ودفع أكثر الآفات عنه .وفي الترمذي : من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : " كلوا
الزيت وادهنوا به " . وسيأتي إن شاء الله
تعالى.والدهن في البلاد الحارة ، كالحجاز ونحوه
من آكد أسباب حفظ الصحة وإصلاح البدن ، وهو كالضروري
لهم ، وأما البلاد الباردة ، فلا يحتاج إليه أهلها
، والإلحاح به في الرأس فيه خطر بالبصر .وأنفع
الأدهان البسيطة : الزيت ، ثم السمن ، ثم الشيرج
وأما المركبة : فمنها بارد رطب ، كدهن البنفسج
ينفع من الصداع الحار ، وينوم أصحاب السهر ، ويرطب
الدماغ ، وينفع من الشقاق ، وغلبة اليبس ، والجفاف
، ويطلى به الجرب ، والحكة اليابسة ، فينفعها
ويسهل حركة المفاصل ، ويصلح لأصحاب الأمزجة الحارة
في زمن الصيف ، وفيه حديثان باطلان موضوعان على
رسول الله r أحدهما : " فضل دهن البنفسج
على سائر الأدهان ، كفضلي على سائر الناس "
. والثاني : " فضل دهن البنفسج على سائر
الأدهان ، كفضل الإسلام على سائر الأديان "
.ومنها : حار رطب ، كدهن البان ، ولس دهن زهره
، بل دهن يستخرج من حب أبيض أغبر نحو الفستق ،
كثير الدهنية والدسم ، ينفع من صلابة العصب ،
ويلينه ، وينفع من البرش والنمش ، والكلف والبهق
، ويسهل بلغماً غليظاً ، ويلين الأوتار اليابسة،
ويسخن العصب ، وقد روي فيه حديث باطل مختلق لا
أصل له : " ادهنوا بالبان ، فإنه أحظى لكم
عند نسائكم " . ومن منافعه أنه يجلو الأسنان
، ويكسبها بهجة ، وينقيها من الصدأ ، ومن مسح
به وجهه
وأطرافه لم يصبه حصى ولا شقاق ، وإذا دهن به حقوه
ومذاكيره وما والاها ، نفع من برد الكليتين ،
وتقطير البول .
--------------------------------------
حرف الذال
ذريرة :ثبت في الصحيحين
: عن عائشة رضي الله عنها قالت : طيبت رسول الله
r بيدي ، بذريرة في حجة الوداع لحله وإحرامه .
تقدم الكلام في الذريرة ومنافعها وما هيتها ،
فلا حاجة لإعادته .
--------------------------------------
ذباب : تقدم في حديث أبي
هريرة المتفق عليه في أمره r بغمس الذباب في الطعام
إذا سقط فيه لأجل الشفاء الذي في جناحه ، وهو
كالترياق للسم الذي في الجناح الآخر ، وذكرنا
منافع الذباب هناك .
--------------------------------------
ذهب : روى أبو داود ،
والترمذي : " أن النبي رخص لعرفجة بن أسعد
لما قطع أنفه يوم الكلاب ، واتخذ أنفاً من ورق
، فأنتن عليه ، فأمره النبي أن يتخذ أنفاً من
ذهب " . وليس لعرفجة عندهم غير هذا الحديث
الواحد .الذهب :زينة الدنيا ، وطلسم الوجود ،
ومفرح النفوس ، ومقوي الظهور ، وسر الله في أرضه
، ومزاجه في سائر الكيفيات ، وفيه حرارة لطيفة
تدخل في سائر المعجونات اللطيفة والمفرحات ، وهو
أعدل المعادن على الإطلاق وأشرفها .ومن خواصه
أنه إذا دفن في الأرض ، لم يضره التراب ، ولم
ينقصه شيئاً ، وبرادته إذا خلطت بالأدوية ، نفعت
من ضعف القلب ، والرجفان العارض من السوداء ،
وينفع من حديث النفس ، والحزن ، والغم ، والفزع
، والعشق ، ويسمن البدن ، ويقويه ، ويذهب الصفار
، ويحسن اللون ، وينفع من الجذام ، وجميع الأوجاع
والأمراض السوداوية ، ويدخل بخاصية في أدوية داء
الثعلب ، وداء الحية شرباً وطلاء ، ويجلو العين
ويقويها ، وينفع من كثير من أمراضها ، ويقوي جميع
الأعضاء .وإمساكه في الفم يزيل البخر ، ومن كان
به مرض يحتاج إلى الكي ، وكوي به ، لم يتنفط موضعه
، ويبرأ سريعاً ، وإن اتخذ منه ميلاً واكتحل به
، قوى العين وجلاها ، وإذا اتخذ منه خاتم فصه
منه وأحمي ، وكوي به قوادم أجنحة الحمام ، ألفت
أبراجها ، ولم تنتقل عنها .وله خاصية عجيبة في
تقوية النفوس ، لأجلها أبيح في الحرب والسلاح
منه ما أبيح ، وقد روى الترمذي من حديث مزيدة
العصري رضي الله عنه ، قال : دخل رسول الله r
يوم الفتح ،وعلى سيفه ذهب وفضة .
وهو معشوق النفوس التي متى ظفرت به ، سلاها عن
غيره من محبوبات الدنيا ، قال تعالى : ? زين للناس
--------------------------------------
في ذكر شئ من الأدوية والأغذية المفردة
التي جاءت على لسانه r مرتبة على حروف المعجم
الهمزة
إثمد :هو حجر الكحل الأسود
، يؤتى به من أصبهان ، وهو أفضله ويؤتى به من
جهة المغرب أيضاً ، وأجوده السريع التفتيت الذي
لفتاته بصيص ، وداخله أملس ليس فيه شئ من الأوساخ
.ومزاجه بارد يابس ينفع العين ويقويها ، ويشد
أعصابها ، ويحفظ صحتها ، ويذهب اللحم الزائد في
القروح ويدملها ، وينقي أوساخها ، ويجلوها ، ويذهب
الصداع إذا اكتحل به مع العسل المائي الرقيق ،
وإذا دق وخلط ببعض الشحوم الطرية ، ولطخ على حرق
النار ، لم تعرض فيه خشكريشة ، ونفع من التنفط
الحادث بسببه ، وهو أجود أكحال العين لا سيما
للمشايخ ، والذين قد ضعفت أبصارهم إذا جعل معه
شئ من المسك .
--------------------------------------
أترج :ثبت في الصحيح :
عن النبي r أنه قال : " مثل المؤمن الذي
يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، طعمها طيب ، وريحها
طيب " .في الأترج منافع كثيرة ، وهو مركب
من أربعة أشياء : قشر ، ولحم ، وحمض ، وبزر ،
ولكل واحد منها مزاج يخصه ، فقشره حار يابس ،
ولحمه حار رطب ، وحمضه بارد يابس ، وبزره حار
يابس .
ومن منافع قشره : أنه إذا جعل في الثياب منع السوس
، ورائحته تصلح فساد الهواء والوباء ، ويطيب النكهة
إذا أمسكه في الفم ، ويحلل الرياح ، وإذا جعل
في الطعام كالأبازير ، أعان على الهضم .
قال صاحب القانون : وعصارة قشره تنفع من نهش الأفاعي
شرباً ، وقشره ضماداً ، وحراقة قشره طلاء جيد
للبرص . انتهى .
وأما لحمه : فملطف لحرارة المعدة ، نافع لأصحاب
المرة الصفراء ، قامع للبخارات الحارة . وقال
الغافقي : أكل لحمه ينفع البواسير . انتهى .وأما
حمضه : فقابض كاسر للصفراء ، ومسكن للخفقان الحار
، نافع من اليرقان شرباً واكتحالاً ، قاطع للقئ
الصفراوي ، مشه للطعام ، عاقل للطبيعة ، نافع
من الإسهال الصفراوي ، وعصارة حمضه يسكن غلمة
النساء ، وينفع طلاء من الكلف ، ويذهب بالقوباء
، ويستدل على ذلك من فعله في الحبر إذا وقع في
الثياب قلعه ، وله قوة تلطف ، وتقطع ، وتبرد ،
وتطفئ حرارة الكبد، وتقوي المعدة ، وتمنع حدة
المرة الصفراء ، وتزيل الغم العارض منها ، وتسكن
العطش .وأما بزره : فله قوة محللة مجففة . وقال
ابن ماسويه : خاصية حبه النفع من السموم القاتلة
إذا شرب منه وزن مثقال مقشراً بماء فاتر وطلاء
مطبوخ 0 وإن دق ووضع على موضع اللسعة ، نفع ،
وهو ملين للطبيعة ، مطيب للنكهة ، وأكثر هذا الفعل
موجود في قشره ،
وقال غيره : خاصية حبه النفع من لسعات العقارب
إذا شرب منه وزن مثقالين مقشراً بماء فاتر ، وكذلك
إذا دق ووضع على موضع اللدغة . وقال غيره : حبه
يصلح للسموم كلها ، وهو نافع من لدغ الهوام كلها
.
وذكر أن بعض الأكاسرة غضب على قوم من الأطباء
، فأمر بحبسهم ، وخيرهم أدماً لا يزيد لهم عليه
، فاختاروا الأترج ، فقيل لهم : لم اخترتموه على
غيره ؟ فقالوا : لأنه في العاجل ريحان ، ومنظره
مفرح ، وقشره طيب الرائحة ، ولحمه فاكهة ، وحمضه
أدم ، وحبه ترياق ، وفيه دهن .وحقيق بشئ هذه منافعه
أن يشبه به خلاصة الوجود ، وهو المؤمن الذي يقرأ
القرآن ، وكان بعض السلف يحب النظر إليه لما في
منظره من التفريح
--------------------------------------
أرز :فيه حديثان باطلان
موضوعان على رسول الله r ، أحدهما : أن "
لو كان رجلاً ، لكان حليماً " الثاني : "
كل شئ أخرجته الأرض ففيه داء وشفاء إلا الأرز
، فإنه شفاء لا داء فيه " ذكرناهما تنبيهاً
وتحذيراً من نسبتهما إليه r .وبعد فهو حار يابس
، وهو أغذى الحبوب بعد الحنطة ، وأحمدها خلطاً
، يشد البطن شداً يسيراً ، ويقوي المعدة ، ويدبغها
، ويمكث فيها . وأطباء الهند تزعم ، أنه أحمد
الأغذية وأنفعها إذا طبخ بألبان البقر ، وله تأثير
في خصب البدن ، وزيادة المني ، وكثرة التغذية
، وتصفية اللون .
أرز : بفتح الهمزة وسكون الراء : وهو الصنوبر
، ذكره النبي r في قوله : " مثل المؤمن مثل
الخامة من الزرع، تفيئها الرياح ، تقيمها مرة
، وتميلها أخرى، ومثل المنافق مثل الأرزة لا تزال
قائمة على أصلها حتى يكون انجعافها مرة واحدة"،
وحبه حار رطب ، وفيه إنضاج وتليين ، وتحليل ،
ولذع يذهب بنقعه في الماء ، وهو عسر الهضم ، وفيه
تغذية كثيرة ، وهو جيد للسعال ، ولتنقية رطوبات
الرئة ، ويزيد في المني ، ويولد مغصاً ، وترياقه
حب الرمان المر .
--------------------------------------
إذخر :ثبت في الصحيح عنه
r أنه قال في مكة : " لا يختلى خلاها ، فقال
له العباس رضي الله عنه : إلا الإذخر يا رسول
الله ، فإنه لقينهم ولبيوتهم ، فقال : إلا الإذخر
" .والإذخر حار في الثانية ، يابس في الأولى
، لطيف مفتح للسدد وأفواه العروق ، يدر البول
والطمث ، ويفتت الحصى ، ويحلل الأورام الصلبة
في المعدة والكبد والكليتين شرباً وضماداً ، وأصله
يقوي عمود الأسنان والمعدة ، ويسكن الغثيان ،
ويعقل البطن .
--------------------------------------
حرف الباء
بطيخ :روى أبو داود والترمذي
، عن النبي r ، أنه كان يأكل البطيخ بالرطب ،
يقول : " نكسر حر هذا ببرد هذا ، وبرد هذا
بحر هذا " .وفي البطيخ عدة أحاديث لا يصح
منها شئ غير هذا الحديث الواحد ، والمراد به الأخضر
، وهو بارد رطب ، وفيه جلاء ، وهو أسرع انحداراً
عن المعدة من القثاء والخيار ، وهو سريع الإستحالة
إلى أي خلط كان صادفه في المعدة ، وإذا كان آكله
محروراً انتفع به جداً ، وإن كان مبروداً دفع
ضرره بيسير من الزنجيل ونحوه ، وينبغي أكله قبل
الطعام ، ويتبع به ، وإلا غثى وقيأ ،وقال بعض
الأطباء : إنه قبل الطعام يغسل البطن غسلاً ،
ويذهب بالداء أصلاً .
بلح :روى النسائي وابن ماجه في سننهما : من هشام
بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت
: قال رسول الله r : " كلوا البلح بالتمر
، فإن الشيطان إذا نظر إلى ابن آدم يأكل البلح
بالتمر يقول : بقي ابن آدم حتى أكل الحديث بالعتيق
" . وفي رواية : " كلوا البلح بالتمر
، فإن الشيطان يحزن إذا رأى ابن آدم يأكله يقول
: عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق " ،
رواه البزار في مسنده وهذا لفظه .
قلت : الباء في الحديث بمعنى : مع ، أي : كلوا
هذا مع هذا قال بعض أطباء الإسلام : إنما أمر
النبي r بأكل البلح بالتمر ، ولم يأمر بأكل البسر
مع التمر ، لأن البلح بارد يابس ، والتمر حار
رطب ، ففي كل منهما إصلاح للآخر ، وليس كذلك البسر
مع التمر ، فإن كل واحد منهما حار ، وإن كانت
حرارة التمر أكثر ، ولا ينبغي من جهة الطب الجمع
بين حارين أو باردين ، كما تقدم . وفي هذا الحديث
: التنبيه على صحة أصل صناعة الطب ، ومراعاة التدبير
الذي يصلح في دفع كيفيات الأغذية والأدوية بعضها
ببعض ، ومراعاة القانون الطبي الذي تحفظ به الصحة
.وفي البلح برودة ويبوسة ، وهو ينفع الفم واللثة
والمعدة ، وهو رديء للصدر والرئة بالخشونة التي
فيه ، بطيء في المعدة يسير التغذية ، وهو للنخلة
كالحصرم لشجرة العنب ، وهما جميعاً يولدان رياحاً
، وقراقر ، ونفخاً ، ولا سيما إذا شرب عليهما
الماء ، ودفع مضرتهما بالتمر ، أو بالعسل والزبد
--------------------------------------
بسر : ثبت في الصحيح :
أن أبا الهيثم بن التيهان ، لما ضافه النبي r
وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، جاءهم بعذق -
وهو من النخلة كالعنقود من العنب - فقال له :
" هلا انتقيت لنا من رطبه فقال : أحببت أن
تنتقوا من بسره ورطبه " .البسر : حار يابس
، ويبسه أكثر من حره ، ينشف الرطوبة ، ويدبغ المعدة
، ويحبس البطن ، وينفع اللثة والفم ، وأنفعه ما
كان هشاً وحلواً ، وكثرة أكله وأكل البلح يحدث
السدد في الأحشاء .
--------------------------------------
بيض : ذكر البيهقي في شعب الإيمان أثراً مرفوعاً
: أن نبياً من الأنبياء شكى إلى الله سبحانه الضعف
، فأمره بأكل البيض . وفي ثبوته نظر ، ويختار
من البيض الحديث على العتيق ، وبيض الدجاج على
سائر بيض الطير ، وهو معتدل يميل إلى البرودة
قليلاً .قال صاحب القانون : ومحه : حار رطب ،
يولد دماً صحيحاً محموداً ، ويغذي غذاءاً يسيراً
، ويسرع الإنحدار من المعدة إذا كان رخواً . وقال
غيره : مح البيض : مسكن للألم ، مملس للحلق وقصبة
الرئة ، نافع للحلق والسعال وقروح الرئة والكلى
والمثانة ، مذهب للخشونة ، لا سيما إذا أخذ بدهن
اللوز الحلو ، ومنضج لما في الصدر ، ملين له ،
مسهل لخشونة الحلق ، وبياضه إذا قطر في العين
الوارمة ورماً حاراً ، برده ، وسكن الوجع وإذا
لطخ به حرق النار أو ما يعرض له ، لم يدعه يتنفط
، وإذا لطخ به الوجع ، منع الإحتراق العارض من
الشمس ، واذا خلط بالكندر ، ولطخ على الجبهة ،
نفع من النزلة
وذكره صاحب القانون في الأدوية القلبية ، ثم قال
: وهو - وإن لم يكن من الأدوية المطلقة - فإنه
مما له مدخل في تقوية القلب جداً أعني الصفرة
، وهي تجمع ثلاثة معان : سرعة الإستحالة إلى الدم
، وقلة الفضلة ، وكون الدم المتولد منه مجانساً
للدم الذي يغذو القلب خفيفاً مندفعاً إليه بسرعة
، ولذلك هو أوفق ما يتلافى به عادية الأمراض المحللة
لجوهر الروح .
--------------------------------------
بصل :روى أبو داود في
سننه : عن عائشة رضي الله عنها ، أنها سئلت عن
البصل ، فقالت : إن آخر طعام أكله رسول الله r
كان فيه بصل .وثبت عنه في الصحيحين أنه منع آكله
من دخول المسجد .
والبصل : حار في الثالثة ، وفيه رطوبة فضلية ينفع
من تغير المياه ، ويدفع ريح السموم ، ويفتق الشهوة
، ويقوي المعدة ، ويهيج الباه ، ويزيد في المني
، ويحسن اللون ، ويقطع البلغم ، ويجلو المعدة
، وبزره يذهب البهق ، ويدلك به حول داء الثعلب
، فينفع جداً ، وهو بالملح يقلع الثآليل ، وإذا
شمه من شرب دواء مسهلاً منعه من القئ والغثيان
، وأذهب رائحة ذلك الدواء ، وإذا استعط بمائه
، نقى الرأس ، ويقطر في الأذن لثقل السمع والطنين
والقيح ، والماء الحادث في الأذنين ، وينفع من
الماء النازل في العينين اكتحالاً يكتحل ببزره
مع العسل لبياض العين ، والمطبوخ منه كثير الغذاء
ينفع من اليرقان والسعال ، وخشونة الصدر ، ويدر
البول ، ويلين الطبع ، وينفع من عضة الكلب غير
الكلب إذا نطل عيها ماؤه بملح وسذاب ، وإذا احتمل
، فتح أفواه البواسير .
وأما ضرره : فإنه يورث الشقيقة ، ويصدع الرأس
، ويولد أرياحاً ، ويظلم البصر ، وكثرة أكله تورث
النسيان ، ويفسد العقل ، ويغير رائحة الفم والنكهة
، ويؤذي الجليس ، والملائكة ، وإماتته طبخاً تذهب
بهذه المضرات منه .وفي السنن : أنه r أمر آكله
وآكل الثوم أن يميتهما طبخاً ويذهب رائحته مضغ
ورق السذاب عليه .
--------------------------------------
باذنجان :في الحديث الموضوع
المختلق على رسول الله r : " الباذنجان لما
أكل له " ، وهذا الكلام مما يستقبح نسبته
إلى آحاد العقلاء ، فضلاً عن الانبياء ، وبعد
: فهو نوعان : أبيض وأسود ، وفيه خلاف ، هل هو
بارد أو حار ؟ والصحيح : أنه حار ، وهو مولد للسوداء
والبواسير ، والسدد والسرطان والجذام ، ويفسد
اللون ويسوده ، ويضر بنتن الفم ، والأبيض منه
المستطيل عار من ذلك .
--------------------------------------
حرف التاء
تمر :ثبت في الصحيح عنه
r : " من تصبح بسبع تمرات وفي لفظ : من تمر
العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر "
. وثبت عنه أنه قال : " بيت لا تمر فيه جياع
أهله " . وثبت عنه أكل التمر بالزبد ، وأكل
التمر بالخبز ، وأكله مفرداً . وهو حار في الثانية
، وهل هو رطب في الأولى ، أو يابس فيها ؟ . على
قولين . وهو مقو للكبد ، ملين للطبع ، يزيد في
الباه ، ولا سيما مع حب الصنوبر ، ويبرئ من خشونة
الحلق ، ومن لم يعتده كأهل البلاد الباردة فإنه
يورث لهم السدد ، ويؤذي الأسنان ، ويهيج الصداع
، ودفع ضرره باللوز والخشخاش ، وهو من أكثر الثمار
تغذية للبدن بما فيه من الجوهر الحار الرطب ،
وأكله على الريق يقتل الدود ، فإنه مع حرارته
فيه قوة ترياقية ، فإذا أديم استعماله على الريق
، خفف مادة الدود ، وأضعفه وقلله ، أو قتله ،
وهو فاكهة وغذاء ، ودواء وشراب وحلوى .
--------------------------------------
تين :لما لم يكن التين
بأرض الحجاز والمدينة ، لم يأت له ذكر في السنة
، فإن أرضه تنافي أرض النخل ، ولكن قد أقسم الله
به في كتابه ، لكثرة منافعه وفوائده ، والصحيح
: أن المقسم به : هو التين المعروف .وهو حار ،
وفي رطوبته ويبوسته قولان ، وأجوده : الأبيض الناضج
القشر ، يجلو رمل الكلى والمثانة ، ويؤمن من السموم
، وهو أغذى من جميع الفواكه وينفع خشونة الحلق
والصدر ، وقصبة الرئة ، ويغسل الكبد والطحال ،
وينقي الخلط البلغمي من المعدة ، ويغذو البدن
غذاء جيداً ، إلا أنه يولد القمل إذا أكثر منه
جداً .ويابسه يغذو وينفع العصب ، وهو مع الجوز
واللوز محمود ، قال جالينوس : وإذا أكل مع الجوز
والسذاب قبل أخذ السم القاتل ، نفع ، وحفظ من
الضرر .ويذكر عن أبي الدرداء : أهدي إلى النبي
r طبق من تين ، فقال : " كلوا و أكل منه
، وقال : لو قلت : إن فاكهة نزلت من الجنة قلت
: هذه ، لأن فاكهة الجنة بلا عجم ، فكلوا منها
فإنها تقطع البواسير ، وتنفع من النقرس "
. وفي ثبوت هذا نظر .واللحم منه أجود ، ويعطش
المحرورين ، ويسكن العطش الكائن عن البلغم المالح
، وينفع السعال المزمن ، ويدر البول ، ويفتح سدد
الكبد والطحال ، ويوافق الكلى والمثانة ، ولأكله
على الريق منفعة عجيبة في تفتيح مجاري الغذاء
وخصوصاً باللوز والجوز ، وأكله مع الأغذية الغليظة
رديء جداً ، والتوت الأبيض قريب منه ، لكنه أقل
تغذية وأضر بالمعدة .
--------------------------------------
تلبينة :قد تقدم إنها
ماء الشعير المطحون ، وذكرنا منافعها ، وأنها
أنفع لأهل الحجاز من ماء الشعير الصحيح .
--------------------------------------
حرف الثاء
ثلج :ثبت في الصحيح :
عن النبي r أنه قال : " اللهم اغسلني من
خطاياي بالماء والثلج والبرد " .
وفي هذا الحديث من الفقه : أن الداء يداوى بضده
، فان في الخطايا من الحرارة والحريق ما يضاده
الثلج والبرد ، والماء البارد ، ولا يقال : إن
الماء الحار أبلغ في إزالة الوسخ ، لأن في الماء
البارد من تصليب الجسم وتقويته ما ليس في الحار
، والخطايا توجب أثرين : التدنيس والإرخاء ، فالمطلوب
مداواتها بما ينظف القلب ويصلبه ، فذكر الماء
البارد والثلج والبرد إشارة إلى هذين الأمرين
.وبعد فالثلج بارد على الأصح ، وغلط من قال :
حار ،وشبهته تولد الحيوان فيه ، وهذا لا يدل على
حرارته ، فإنه يتولد في الفواكه الباردة ، وفي
الخل ،وأما تعطيشه ،فلتهييجه الحرارة لا لحرارته
في نفسه ، ويضر المعدة والعصب ، وإذا كان وجع
الأسنان من حرارة مفرطة ، سكنها .
--------------------------------------
ثوم :هو قريب من البصل
، وفي الحديث : " من أكلهما فليمتهما طبخاً
" . وأهدي إليه طعام فيه ثوم ، فأرسل به
إلى أبي أيوب الأنصاري ، فقال : يا رسول الله
، تكرهه وترسل به إلي ؟ فقال:" إني أناجي
من لا تناجي " .
وبعد فهو حار يابس في الرابعة ، يسخن تسخيناً
قوياً ، ويجفف تجفيفاً بالغاً ، نافع للمبرودين
، ولمن مزاجه بلغمي ، ولمن أشرف على الوقوع في
الفالج ، وهو مجفف للمني ، مفتح للسدد ، محلل
للرياح الغليظة ، هاضم للطعام ، قاطع للعطش ،
مطلق للبطن ، مدر للبول ، يقوم في لسع الهوام
وجميع الأورام الباردة مقام الترياق ، وإذا دق
وعمل منه ضماد على نهش الحيات ، أو على لسع العقارب
، نفعها وجذب السموم منها ، ويسخن البدن ، ويزيد
في حرارته ، ويقطع البلغم ، ويحلل النفخ ، ويصفي
الحلق ، ويحفظ صحة أكثر الأبدان ، وينفع من تغير
المياه ، والسعال المزمن ، ويؤكل نيئاً ومطبوخاً
ومشوياً ، وينفع من وجع الصدر من البرد ، ويخرج
العلق من الحلق ، وإذا دق مع الخل والملح والعسل
، ثم وضع على الضرس المتأكل ، فتته وأسقطه ، وعلى
الضرس الوجع ، سكن وجعه . وإن دق منه مقدار درهمين
، وأخذ مع ماء العسل ، أخرج البلغم والدود ، وإذا
طلي بالعسل على البهق ، نفع .ومن مضاره : أنه
يصدع ، ويضر الدماغ والعينين ، ويضعف البصر والباه
، ويعطش ، ويهيج الصفراء ، ويجيف رائحة الفم ،
ويذهب رائحته أن يمضع عليه ورق السذاب .
--------------------------------------
حرير : قد تقدم أن النبي r أباحه للزبير ، ولعبد
الرحمن بن عوف من حكة كانت بهما ، وتقدم منافعه
ومزاجه ، فلا حاجة إلى إعادته .
حرف :قال أبو حنيفة الدينوري : هذا هو الحب الذي
يتداوى به ، وهو الثفاء الذي جاء فيه الخبر عن
النبي r ، ونباته يقال له : الحرف ، وتسميه العامة
: الرشاد ، وقال أبو عبيد : الثفاء : هو الحرف
.قلت : والحديث الذي أشار إليه ، ما رواه أبو
عبيد وغيره ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
، عن النبي r أنه قال : " ماذا في الأمرين
من الشفاء ؟ الصبر والثفاء " رواه أبو داود
في المراسيل .وقوته في الحرارة واليبوسة في الدرجة
الثالثة ، وهو يسخن ، ويلين البطن ، ويخرج الدود
وحب القرع ، ويحلل أورام الطحال ، ويحرك شهوة
الجماع ، ويجلو الجرب المتقرح والقوباء .وإدا
ضمد به مع العسل ، حلل ورم الطحال ، وإذا طبخ
مع الحناء أخرج الفضول التي في الصدر ، وشربه
ينفع من نهش الهوام ولسعها ، وإذا دخن به في موضع
، طرد الهوام عنه ، ويمسك الشعر المتساقط ، وإذا
خلط بسويق الشعير والخل ، وتضمد به ، نفع من عرق
النسا ، وحلل الأورام الحارة في آخرها .وإذا تضمد
به مع الماء والملح أنضج الدماميل ، وينفع من
الإسترخاء في جميع الاعضاء ، ويزيد في الباه ،
ويشهي الطعام ، وينفع الربو ، وعسر التنفس ، وغلظ
الطحال ، وينقي الرئة ، ويدر الطمث ، وينفع من
عرق النساء ، ووجع حق الورك مما يخرج من الفضول
، إذا شرب أو احتقن به ، ويجلو ما في الصدر والرئة
من البلغم اللزج .وإن شرب منه بعد سحقه وزن خمسة
دراهم بالماء الحار ، أسهل الطبيعة ، وحلل الرياح
، ونفع من وجع القولنج البارد السبب ، وإذا سحق
وشرب ، نفع من البرص .وإن لطخ عليه وعلى البهق
الأبيض بالخل ، نفع منهما ، وينفع من الصداع الحادث
من البرد والبلغم ، وإن قلي ، وشرب ، عقل الطبع
لا سيما إذا لم يسحق لتحلل لزوجته بالقلي ، وإذا
غسل بمائه الرأس ، نشاه من الاوساخ والرطوبات
اللزجة .قال جالينوس : قوته مثل قوة بزر الخردل
، ولذلك قد يسخن به أوجاع الورك المعروفة بالنسا
، وأوجاع الرأس ، وكل واحد من العلل التي تحتاج
إلى التسخين ، كما يسخن بزر الخردل ، وقد يخلط
أيضاً في أدوية يسقاها أصحاب الربو من طريق أن
الأمر فيه معلوم أنه يقطع الأخلاط الغليظة تقطيعاً
قوياً ، كما يقطعها بزر الخردل ، لأنه شبيه به
في كل شئ .
--------------------------------------
حلبة : يذكر عن النبي
r ، " أنه عاد سعد بن أبي وقاص رضي الله
عنه بمكة ، فقال : ادعوا له طبيباً ، فدعي الحارث
بن كلدة ، فنظر إليه ، فقال : ليس عليه بأس ،
فاتخذوا له فريقة ، وهي الحلبة مع تمر عجوة رطب
يطبخان ، فيحساهما ، ففعل ذلك ، فبرئ" .وقوة
الحلبة من الحرارة في الدرجة الثانية ، ومن اليبوسة
في الأولى ، وإذا طبخت بالماء ، لينت الحلق والصدر
والبطن ، وتسكن السعال والخشونة والربو ، وعسر
النفس ، وتزيد في الباه ، وهي جيدة للريح والبلغم
والبواسير ، محدرة الكيموسات المرتبكة في الأمعاء
، وتحلل البلغم اللزج من الصدر ،وتنفع من الدبيلات
وأمراض الرئة ، وتستعمل لهذه الأدواء في الأحشاء
مع السمن والفانيذ وإذا شربت مع وزن خمسة دراهم
فوة ،أدرت الحيض ،وإذا طبخت ،وغسل بها الشعر جعدته
،وأذهبت الحزاز .ودقيقها إذا خلط بالنطرون والخل
، وضمد به ، حلل ورم الطحال ، وقد تجلس المرأة
في الماء الذي طبخت فيه الحلبة ، فتنتفع به من
وجع الرحم العارض من ورم فيه . وإذا ضمد به الأورام
الصلبة القليلة الحرارة ، نفعتها وحللتها ، وإذا
شرب ماؤها ، نفع من المغص العارض من الرياح ،
وأزلق الأمعاء .وإذا أكلت مطبوخة بالتمر ، أو
العسل ، أو التين على الريق ، حللت البلغم اللزج
العارض في الصدر والمعدة ، ونفعت من السعال المتطاول
منه.وهي نافعة من الحصر ، مطلقة للبطن ، وإذا
وضعت على الظفر المتشنج أصلحته ، ودهنها ينفع
إذا خلط بالشمع من الشقاق العارض من البرد ، ومنافعها
أضعاف ما ذكرنا .ويذكر عن القاسم بن عبد الرحمن
، أنه قال : قال رسول الله r : " استشفوا
بالحلبة " وقال بعض الأطباء : لو علم الناس
منافعها ، لاشتروها بوزنها ذهباً .
--------------------------------------
حرف الخاء
خبز :ثبت في الصحيحين
، عن النبي r أنه قال : "تكون الأرض يوم
القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار كما يكفؤ أحدكم
خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة " .وروى
أبو داود في سننه : من حديث ابن عباس رضي الله
عنهما ، قال : كان أحب الطعام إلى رسول الله r
الثريد من الخبز ، والثريد من الحيس .
وروى أبو داود في سننه أيضاً ، من حديث ابن عمر
رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله r : "
وددت أن عندي خبزة بيضاء من برة سمراء ملبقة بسمن
ولبن ، فقام رجل من القوم فاتخذه ، فجاء به ،
فقال : في أي شئ كان هذا السمن ؟ فقال : في عكة
ضب ، فقال : ارفعه ".وذكر البيهقي من حديث
عائشة رضي الله عنها ترفعه : " أكرموا الخبز
، ومن كرامته أن لا ينتظر به الإدام " والموقوف
أشبه ، فلا يثبت رفعه ، ولا رفع ما قبله .وأما
حديث النهى عن قطع الخبز بالسكين ، فباطل لا أصل
له عن رسول الله r ،
وإنما المروي : النهي عن قطع اللحم بالسكين ،
ولا يصح أيضاً .قال مهنا : سألت أحمد عن حديث
أبي معشر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة
رضي الله عنها ، عن النبي r : " لا تقطعوا
اللحم بالسكين ، فإن ذلك من فعل الأعاجم "
. فقال : ليس بصحيح ، ولا يعرف هذا ، وحديث عمرو
بن أمية خلاف هذا ، وحديث المغيرة - يعني بحديث
عمرو بن أمية - : كان النبي r يحتز من لحم الشاة
. وبحديث المغيرة أنه لما أضافه أمر بجنب فشوي
، ثم أخذ الشفرة ، فجعل يحز .وأحمد أنواع الخبز
أجودها اختماراً وعجناً ، ثم خبز التنور أجود
أصنافه ، وبعده خبز الفرن ، ثم خبز الملة في المرتبة
الثالثة ، وأجوده ما اتخذ من الحنطة الحديثة وأكثر
أنواعه تغذية خبز السميد ، وهو أبطؤها هضماً لقلة
نخالته ، ويتلوه خبز الحوارى ، ثم الخشكار .وأحمد
أوقات أكله في آخر اليوم الذي خبز فيه ، واللين
منه أكثر تلييناً وغذاء وترطيباً وأسرع انحداراً
، واليابس بخلافه .ومزاج الخبز من البر حار في
وسط الدرجة الثانية ، وقريب من الإعتدال في الرطوبة
واليبوسة ، واليبس يغلب على ما جففته النار منه
، والرطوبة على ضده .وفي خبز الحنطة خاصية ، وهو
أنه يسمن سريعاً ، وخبز القطائف يولد خلطاً غليظاً
، والفتيت نفاخ بطيء الهضم ، والمعمول باللبن
مسدد كثير الغذاء ، بطىء الإنحدار .وخبز الشعير
بارد يابس في الأولى ، وهو أقل غذاء من خبز الحنطة
--------------------------------------
خل :روى مسلم في صحيحه
: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، أن رسول
الله r سأل أهله الإدام ، فقالوا : ما عندنا إلا
خل ، فدعا به ، وجعل يأكل ويقول : " نعم
الإدام الخل ، نعم الإدام الخل " .
وفي سنن ابن ماجه عن أم سعد رضي الله عنها عن
النبي r : " نعم الإدام الخل ، اللهم بارك
في الخل ، فإنه كان إدام الأنبياء قبلي ، ولم
يفتقر بيت فيه الخل " .الخل : مركب من الحرارة
، والبرودة أغلب عليه ، وهو يابس في الثالثة ،
قوي التجفيف ، يمنع من انصباب المواد ، ويلطف
الطبيعة ، وخل الخمر ينفع المعدة الصلبة ، ويقمع
الصفراء ، ويدفع ضرر الأدوية القتالة ، ويحلل
اللبن والدم إذا جمدا في الجوف ، وينفع الطحال
، ويدبغ المعدة ، ويعقل البطن ، ويقطع العطش ،
ويمنع الورم حيث يريد أن يحدث ، ويعين على الهضم
، ويضاد البلغم ، ويلطف الأغذية الغليظة ، ويرق
الدم .وإذا شرب بالملح ، نفع من أكل الفطر القتال
، وإذا احتسي ، قطع العلق المتعلق بأصل الحنك
، وإذا تمضمض به مسخناً ، نفع من وجع الأسنان
، وقوى اللثة .وهو نافع للداحس ، إذا طلي به ،
والنملة والأورام الحارة ، وحرق النار ، وهو مشه
للأكل ، مطيب للمعدة ، صالح للشباب ، وفي الصيف
لسكان البلاد الحارة .
--------------------------------------
خلال :فيه حديثان لا يثبتان
، أحدهما : يروى من حديث أبي أيوب الأنصاري يرفعه
: " يا حبذا المتخللون من الطعام ، إنه ليس
شئ أشد على الملك من بقية تبقى في الفم من الطعام
" وفيه واصل بن السائب ، قال البخاري والرازي
: منكر الحديث ، وقال النسائي والأزدي : متروك
الحديث .الثاني : يروى من حديث ابن عباس ، قال
عبد الله بن أحمد : سألت أبي عن شيخ روى عنه صالح
الوحاظي يقال له : محمد بن عبد الملك الأنصاري
، حدثنا عطاء ، عن ابن عباس ، قال : نهى رسول
الله r أن يتخلل بالليط والآس ، وقال : "
إنهما يسقيان عروق الجذام " ، فقال أبي :
رأيت محمد بن عبد الملك - وكان أعمى - يضع الحديث
، ويكذب .
وبعد : فالخلال نافع للثة والأسنان ، حافظ لصحتها
، نافع من تغير النكهة ، وأجوده ما اتخذ من عيدان
الأخلة ، وخشب الزيتون والخلاف ، والتخلل بالقصب
والآس والريحان ، والباذروج مضر .
--------------------------------------
حرف الدال
دهن :روى الترمذي في كتاب
الشمائل من حديث أنس بن مالك رضي الله عنهما ،
قال : كان رسول الله r يكثر دهن رأسه ، وتسريح
لحيته ، ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات .الدهن
يسد مسام البدن ، ويمنع ما يتحلل منه ، وإذا استعمل
به بعد الإغتسال بالماء الحار ، حسن البدن ورطبه
، وإن دهن به الشعر حسنه وطوله ، ونفع من الحصبة
، ودفع أكثر الآفات عنه .وفي الترمذي : من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : " كلوا
الزيت وادهنوا به " . وسيأتي إن شاء الله
تعالى.والدهن في البلاد الحارة ، كالحجاز ونحوه
من آكد أسباب حفظ الصحة وإصلاح البدن ، وهو كالضروري
لهم ، وأما البلاد الباردة ، فلا يحتاج إليه أهلها
، والإلحاح به في الرأس فيه خطر بالبصر .وأنفع
الأدهان البسيطة : الزيت ، ثم السمن ، ثم الشيرج
وأما المركبة : فمنها بارد رطب ، كدهن البنفسج
ينفع من الصداع الحار ، وينوم أصحاب السهر ، ويرطب
الدماغ ، وينفع من الشقاق ، وغلبة اليبس ، والجفاف
، ويطلى به الجرب ، والحكة اليابسة ، فينفعها
ويسهل حركة المفاصل ، ويصلح لأصحاب الأمزجة الحارة
في زمن الصيف ، وفيه حديثان باطلان موضوعان على
رسول الله r أحدهما : " فضل دهن البنفسج
على سائر الأدهان ، كفضلي على سائر الناس "
. والثاني : " فضل دهن البنفسج على سائر
الأدهان ، كفضل الإسلام على سائر الأديان "
.ومنها : حار رطب ، كدهن البان ، ولس دهن زهره
، بل دهن يستخرج من حب أبيض أغبر نحو الفستق ،
كثير الدهنية والدسم ، ينفع من صلابة العصب ،
ويلينه ، وينفع من البرش والنمش ، والكلف والبهق
، ويسهل بلغماً غليظاً ، ويلين الأوتار اليابسة،
ويسخن العصب ، وقد روي فيه حديث باطل مختلق لا
أصل له : " ادهنوا بالبان ، فإنه أحظى لكم
عند نسائكم " . ومن منافعه أنه يجلو الأسنان
، ويكسبها بهجة ، وينقيها من الصدأ ، ومن مسح
به وجهه
وأطرافه لم يصبه حصى ولا شقاق ، وإذا دهن به حقوه
ومذاكيره وما والاها ، نفع من برد الكليتين ،
وتقطير البول .
--------------------------------------
حرف الذال
ذريرة :ثبت في الصحيحين
: عن عائشة رضي الله عنها قالت : طيبت رسول الله
r بيدي ، بذريرة في حجة الوداع لحله وإحرامه .
تقدم الكلام في الذريرة ومنافعها وما هيتها ،
فلا حاجة لإعادته .
--------------------------------------
ذباب : تقدم في حديث أبي
هريرة المتفق عليه في أمره r بغمس الذباب في الطعام
إذا سقط فيه لأجل الشفاء الذي في جناحه ، وهو
كالترياق للسم الذي في الجناح الآخر ، وذكرنا
منافع الذباب هناك .
--------------------------------------
ذهب : روى أبو داود ،
والترمذي : " أن النبي رخص لعرفجة بن أسعد
لما قطع أنفه يوم الكلاب ، واتخذ أنفاً من ورق
، فأنتن عليه ، فأمره النبي أن يتخذ أنفاً من
ذهب " . وليس لعرفجة عندهم غير هذا الحديث
الواحد .الذهب :زينة الدنيا ، وطلسم الوجود ،
ومفرح النفوس ، ومقوي الظهور ، وسر الله في أرضه
، ومزاجه في سائر الكيفيات ، وفيه حرارة لطيفة
تدخل في سائر المعجونات اللطيفة والمفرحات ، وهو
أعدل المعادن على الإطلاق وأشرفها .ومن خواصه
أنه إذا دفن في الأرض ، لم يضره التراب ، ولم
ينقصه شيئاً ، وبرادته إذا خلطت بالأدوية ، نفعت
من ضعف القلب ، والرجفان العارض من السوداء ،
وينفع من حديث النفس ، والحزن ، والغم ، والفزع
، والعشق ، ويسمن البدن ، ويقويه ، ويذهب الصفار
، ويحسن اللون ، وينفع من الجذام ، وجميع الأوجاع
والأمراض السوداوية ، ويدخل بخاصية في أدوية داء
الثعلب ، وداء الحية شرباً وطلاء ، ويجلو العين
ويقويها ، وينفع من كثير من أمراضها ، ويقوي جميع
الأعضاء .وإمساكه في الفم يزيل البخر ، ومن كان
به مرض يحتاج إلى الكي ، وكوي به ، لم يتنفط موضعه
، ويبرأ سريعاً ، وإن اتخذ منه ميلاً واكتحل به
، قوى العين وجلاها ، وإذا اتخذ منه خاتم فصه
منه وأحمي ، وكوي به قوادم أجنحة الحمام ، ألفت
أبراجها ، ولم تنتقل عنها .وله خاصية عجيبة في
تقوية النفوس ، لأجلها أبيح في الحرب والسلاح
منه ما أبيح ، وقد روى الترمذي من حديث مزيدة
العصري رضي الله عنه ، قال : دخل رسول الله r
يوم الفتح ،وعلى سيفه ذهب وفضة .
وهو معشوق النفوس التي متى ظفرت به ، سلاها عن
غيره من محبوبات الدنيا ، قال تعالى : ? زين للناس
--------------------------------------
الثلاثاء يناير 15, 2013 11:55 pm من طرف اوم الخير
» نآيس منتدي
السبت نوفمبر 03, 2012 1:39 am من طرف اوم الخير
» خطوبة المشرفة ابلة احلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 8:40 pm من طرف ɷ ᴚεмo
» طق طق طق انا جييت :>
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:18 pm من طرف sweet-soso
» برنامج Remote Administrator Control مع التفعيل و الشرح
الثلاثاء سبتمبر 18, 2012 12:26 pm من طرف اوم الخير
» كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله يغار لها ؟!
الخميس أغسطس 30, 2012 1:28 am من طرف حنان
» إجماع المسلمين على كفر من قذف عائشه رضي الله عنها
الخميس أغسطس 30, 2012 1:15 am من طرف حنان
» بكل الحب اتيتكم
الأربعاء أغسطس 29, 2012 8:51 pm من طرف حنان
» ممكن ترحيب بمسك الجنة
الأربعاء أغسطس 29, 2012 8:43 pm من طرف حنان